واصل سماحة السيد محمد الهاشمي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثالث من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ ، وتحت عنوان " كيف أتوب ثم لا أعود للذنوب؟ - الجزء الثاني- " ، النقطة الأولى ترتبط بالندم و ال(التاءات الثلاثة) : تقوية الندم و تعميق الندم وتمديد الندم ، الندم البسيط لا يكون كافيًا ليأتي بأثره ، فلابدّ للإنسان أن يعمّق حالة الندم من خلال التأمل في آثار الذنب الذي يُريد أن يتركه ، ومن الكتب التي تقوّي الانسان على ندمه هو كتاب ( ثلاث دقائق في القيامة ) ، الفرع الثاني أن يرفع الإنسان مستوى ندمه الى تعميق الندم ، أي سحب الندم الى الأسباب و الجذور ، عن علي (عليه السلام):" غالب الشهوة قبل قوة ضراوتها، فإنها إن قويت ملكتك واستفادتك ولم تقدر على مقاومتها." ، والفرع الثالث هو تمديد الندم ، عن علي (عليه السلام) - في وصف التائبين -: "غرسوا أشجار ذنوبهم نصب عيونهم وقلوبهم وسقوها بمياه الندم، فأثمرت لهم السلامة، وأعقبتهم الرضا والكرامة " .
النقطة الثانية وهي أن يبحث الانسان ويحاول أن يتمسّك بأسباب وعوامل التوفيق لترك الذنب ، جاء رجل إلى النبي(ص) فقال: يا رسول الله ما من عمل قبيح إلا قد عملته فهل لي من توبة؟ فقال له رسول الله (ص): فهل من والديك أحد حي؟ قال: أبي، قال: فاذهب فبره، قال: فلما ولي قال رسول الله (ص): لو كانت أمه " ، برّ الوالدين يساعد الانسان على ترك الذنب ، فالأخذ بالأسباب أمرٌ مهم ، النقطة الثالثة : السقوط و الوقوع في الذنب ليس علامة للفشل ، فلا يوجد ناجح بدون سقوط ، حتى المُتّقي يقع في الذنب لكنه يسارع الى التوبة وهنا يوقع الشيطان بالإنسان العاصي كي لا يندم ، من سورة آل عمران " ﴿ ۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ " ، ترك الانسان الذنب لفترة معينة لا يعني عدم وجود الفعل ، بل ان الأثر سيظهر شيئًا فشيئًا ، لذا ينبغي للانسان المواصلة و عدم اليأس ، لينظر الإنسان الى نجاحه بدلًا من التأثر بالفشل وعدم ظهور الأثر السريع .
النقطة الرابعة ، المطلوب من الإنسان أن يعمل بنفسه ، فلا يوجد عصاةً سحرية ، فالبعض يظن أن ترك الذنب يكون بعد سماع المحاضرة أو قراءة ذكر ما ، أو حضور دعاء أو مناجاة هنا أو هناك . لا يوجد تحوّل مفاجئ ، قال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: «إنك قد جعلت طبيب نفسك وبين لك الداء وعرفت آية الصحة ودللت على الدواء، فانظر كيف قيامك على نفسك» ، القرار بيد الإنسان ، وعمله هو الجزء المهم ، النقطة الخامسة و الأخيرة ، أن الإنسان لا يملك لنفسه نفعًا ولا دفعًا و لا ضرّا ، لا حول ولا قوة بدون الدعاء ، فلن نصل لشيء أبدًا بدونه .
السيد محمد الهاشمي - ليلة الثالث من شهر رمضان 1446هـ / 2025م




































التعليقات (0)