واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الثامن من موسم محرمّ لعام 1446 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت الدكتور علي ابراهيم ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت الرادود رياض يوسف ، و تحت عنوان " لمحات من سورة الفجر " ، ابتدأ سماحة السيد عدنان الكرّاني حديثه بالآية المباركة " (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) " ، الآيات المباركة من سورة الفجر ، والتي وردت الأحاديث التي تحث على قراءتها لأنها سورة للحسين عليه السلام .
قال أبو عبد الله عليه السلام: اقرؤا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنها سورة الحسين بن علي عليهما السلام وارغبوا فيها رحمكم الله تعالى، فقال له أبو أسامة وكان حاضر المجلس: وكيف صارت هذه السورة للحسين عليه السلام خاصة؟ فقال: ألا تسمع إلى قوله تعالى: " يا أيتها النفس المطمئنة " الآية إنما يعني الحسين بن علي عليهما السلام فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية، وأصحابه من آل محمد صلى الله عليه وآله هم الراضون عن الله يوم القيامة، وهو راض عنهم. وهذه السورة في الحسين بن علي عليهما السلام وشيعته وشيعة آل محمد خاصة، من أدمن قراءة " والفجر " كان مع الحسين بن علي عليهما السلام في درجته في الجنة، إن الله عزيز حكيم.
نجد أن الإمام الحسين هو المصداق للنفس المطمئنة ، و حري بنا أن نقف عند تلك النفس التي رضي عنها الله عز وجل ، العنوان الأول هو مراتب النفس ، هناك ثلاث مراتب للنفس ، المرتبة الأولى هي التي تأمر صاحبها بالمعصية ، وتحثها على ارتكاب الذنوب و الرذائل ، من سورة يوسف " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي " ، النفس الثانية هي التي ترتقي بالإنسان وتلومه عند ارتكاب الذنوب و الرذائل ، وهنا يجب أن يكون الإنسان حذرًا عند التعامل مع هذه النفس ، و النفس الثالثة هي النفس المطمئنة .
العنوان الثاني نماذج من تلك النفس ، و النموذج الأول هو سيد الشهداء حيث إن الآيات تخصه ، ولكن عندما نأتي للنموذج الأعلى هو رسول الله (ص) ، وقد حذا حذوه الإمام علي أمير المؤمنين ، والأنبياء و الأوصياء هم أصحاب أنفس مطمئنة و ما يجعلهم مختلفين هو الصبر العظيم عند البلاء و سببه فهمهم للحياة بشكل مختلف عن سائر الناس ، عن رسول الله (ص): " أفضلكم إيمانا أفضلكم معرفة " .
التعليقات (0)