واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة السابع من موسم محرمّ لعام 1446 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ يوسف حمّادي ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت حسين أحمد ، و تحت عنوان " القرآن وواقع المسلمين " ، ابتدأ سماحة السيد عدنان الكرّاني حديثه بالآية المباركة " {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون} "
العنوان الأول النظرة الواقعية الى عدالة الصحابة ، السورة المباركة عملت على تسليط المجهر على المنافقين و فضخ تصرفاتهم ، علاوة على ذلك ، هذه السورة فيها دليل واضح على أن موضوع الصحبة ليست عاصمة ، الصحابة عاشوا في جوّ روح نقي ، لم يتسنّ لغيرهم ، والذي يُفترض أن يكون قد أكسبهم خلقًا عظيمًا ، ولكن حينما نرجع للقرآن و السنة ، نجدهما أنهما قيّما الصحابة وفق منهج موضوعي وعادل .
القرآن الكريم صنّف الصحابة الى قسمين ، صنف مدحهم و صنف ذمّهم ، من جملة الآيات التي مدحت الصحابة " وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلْأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَٰجِرِينَ وَٱلْأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَٰنٍۢ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى تَحْتَهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا" ، و في سورة الفتح " محَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ ۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَىٰهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا ۖ سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ" . وقد ذمّهم في مواضع أخرى ، من سورة التوبة " وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ ٱلْأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍۢ " ، وفي آية أخرى " وَءَاخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلًا صَٰلِحًا وَءَاخَرَ سَيِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " .
وفي السنة النبوية ما جاء في صحيح مسلم و البخاري عن رسول الله (ص) " يَرِدُ عَلَيَّ يَومَ القِيامَةِ رَهْطٌ مِن أصْحابِي، فيُحَلَّؤُونَ عَنِ الحَوْضِ، فأقُولُ: يا رَبِّ، أصْحابِي! فيَقولُ: إنَّكَ لا عِلْمَ لكَ بما أحْدَثُوا بَعْدَكَ؛ إنَّهُمُ ارْتَدُّوا علَى أدْبارِهِمُ القَهْقَرَى." فالصحبة لوحدها لا تعطي قداسة ولا مكانة ، وانما يجب أن يساوقها العدالة و الثقة .
العنوان الثاني سبب نزول الآية المباركة ، مصادر التفسير ذكرت عدة أسباب لنزول هذه الآيات، وكلها ترتبط بأعمال المنافقين بعد غزوة تبوك. فمن جملتها: إن جمعا من المنافقين كانوا قد اجتمعوا في مكان خفي وقرروا قتل النبي (ص) عند رجوعه من غزوة تبوك. العنوان الأخير هو الجو العام للآية الكريمة ، و نفهم من خلالها أن بعض ممن خرج مع النبي كان في اعتقاده الإنتصار للإسلام ، و هناك من كان شاكًا في ذلك و استهزئ برسول الله ، فهم في الحالة العامة مسلمين ، لكنّهم لم يدخلوا الإيمان . فالمجاهد يجب أن لا يسخر بمقدساته .
التعليقات (0)