واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الرابع من موسم محرمّ لعام 1446 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ علي ابراهيم ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت ابراهيم الكدّاد ، و تحت عنوان " بركات الإلتزام بالولاية " ، ابتدأ سماحته بالآية 59 من سورة النساء " ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ ، العنوان الأول الهدف من خلق الإنسان ، الله عز وجل لم يخلق الإنسان عبثًا ، لأنه من القبيح صدور العبث من الحكيم ، والله عز وجل حينما خلق الإنسان ، خلقه لهدف وغاية وهي معرفة الله عز وجل و التوجّه اليه بالعبادة ، و أوضح الله هذه الغاية في قوله { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } " ، و لقد ميّز سبحانه الإنسان بعدة أمور منها العقل و التكليف .
.
العنوان الثاني هو الإلتزام بالتكليف ، نجد أن مسألة التكليف هي الإلتزام الكامل والتام لله عز وجل ولرسوله و لأولي الأمر حتى تتحقق مسألة العبودية كما أرادها الله عز وجل ، من سورة النساء " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " ، ان الله يقسم أن الناس لا يكون لهم إيمان واقعي الا بعد أن يتحاكموا عند رسول الله ، قال (ع) : " من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله " ، وهذا يؤكد لنا أهمية الإلتزام بقول الفقهاء .
العنوان الثالث :بركات الإلتزام بالولاية ، من سورة المائدة " وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَٰالِبُونَ " ، الولاية الشرعية هي امتداد لولاية الله عز وجل ، و بعد الله تكون لرسول الله (ص) و تكون للأئمة الشرعيين ، و في زمن الغيبة للإمام العادل و الفقيه ، ومن تلك البركات أيضًا النصر ، من سورة محمد " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " وهي بصريح العبارة تعلن للمسلمين أن الفتح و النصر لا يكون الا لمن اتبع القيادة الشرعية ، فالإنسان لما يتولّى أولياء الله فإن النصر يكون حليفه دومًا ، و البركة الأخرى هي بركة العزّة ، والعزّة الحقيقية منه عز وجل ، والنفس لا تشعر بالإطمئنان الا في ظل الإيمان ، من سورة يونس " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ "
التعليقات (0)