شارك هذا الموضوع

الكراني ليلة الثاني من شهر محرّم الحرام لعام 1446هـ/2024م

واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الثاني من موسم محرمّ لعام 1446 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ علي ميرزا ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت الرادود محمد جميل ، و تحت عنوان " ان أريد الا الإصلاح " ، ابتدأ سماحته بمقطع من سورة هود الآية (88) " إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " ، لا يخفى علينا أن هدف الحسين هو ابقاء الدين حيًا ، انما يكون الحديث عن الحسين دائمًا بسبب دمائه ودماء أصحابه الطاهرة ، بل أنّه لا يتنعّم أحد ببركات الإسلام في أي بقعة من بقاع الأرض الا وهو مدين للإمام الحسين (ع) ، سواءً كان عالمًا بذلك أو لا ، إنّ الأعمال التي يعملها الإنسان طوال حياته دائمًا ما نجد فيها عمل خاص وزيارة خاصة مأثورة لسيد الشهداء (ع) في أغلب المناسبات طوال السنة .

النقطة الأولى التي نريد أن نتحدّث عنها هي معنى الإصلاح في اللغة ، و كلمة الإصلاح في مقابل الإفساد ، وهو جعل الشيء صالح ومنظم ، النقطة الثانية : الإصلاح والإفساد في القرآن الكريم ، و الإصلاح يُعتبر من جملة الكلمات المفتاحية في القرآن الكريم ، النقطة الثالثة هو علاقة الصلاح والفساد بهدف الخلقة ، فلا يوجد ريب أن لله هدف في هذه الدنيا وهو أن يسير هذا العالم نحو الصلاح ، إذا لم يتحقق هذا الغرض يكون العالم متجهًا نحو الفساد ، و المفسدون يتجهون لسوقه لذلك شيئًا فشيئًا .

النقطة الرابعة دور العقل في إصلاح المجتمع ، فالإنسان يختلف اختلافًا أساسيًا عن بقية المخلوقات أنه يتمتّع بالإختيار ، والعقل لا يستطيع أن يُشخّص كل أمور الصلاح و الفساد في هذا الكون ، و قد أرسل الله لنا الأنبياء و الرسل و أنزل عليهم الوحي من أجل إرشاد الناس في الجوانب التي لا يمتلك العقل القُدرة على تشخيص الصلاح و الفساد فيها . النقطة الخامسة هو المجتمع المفسد و عذاب الإستئصال . نجد في التاريخ الكثير من القصص و الوقائع التي غاص أفرادها في الفساد حتى اجتثاهم الله من الأرض ، و من هذه القصص ما يذكره القرآن الكريم عن نبي الله نوح عليه السلام ، و غيرها من قوم عاد و ثمود و شعيب و لوط ،

الآية 116 في سورة هود " فَلَوْلَا كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍۢ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِى ٱلْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ" ، ان الله يريد أن يبين أن في كل زمان هناك فئة كبيرة مفسدة و في قبال ذلك هناك فئة كافية و أعداد جيدة من المصلحين يعملون على الإصلاح في الأرض ، ولولا وجود المصلحين لعمل الله على انزال العذاب على الناس و اجتثاثهم من الأرض ، و الحسين عليه السلام أعلن أن حركته من أجل الإصلاح في الأرض .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع