ابتدأت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الحادي من موسم محرمّ لعام 1446 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ جاسم محمد عبدالحسين ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت الدكتور جاسم الحرحوش ، و تحت عنوان " التفاعل الوجداني مع سيد الشهداء " ، ابتدأ سماحته بحديث عن الإمام الرضا عليه السلام: : " إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام . " .إن التأكيدات الشريفة منهم عليهم السلام على إقامة مجالس العزاء للحسين عليه السلام ، لم ترد بحق غيره من المعصومين (ع) وكأن في المسألة سرًا دعا الى تلك التأكيدات ، بالإضافة الى أن الروايات الشريفة تحدثت عن الثواب العظيم لحضور هذه المجالس و الإتزام بها و العزاء فيها ، ولعلّ أغلب تلك التأكيدات بدأت من زمن الإمام الصادق عليه السلام ، باعتبار أن الزمان كان مناسبًا ، ونجد الكثير من التأكيدات حتى من الأعداء ..
من جانب آخر نجد أن الهدف عند الغرب إيقاف تلك المواكب أو تمييعها و إخراجها عن الهدف التي رسمت عليه ، و يجب علينا تثبيت هذه المجالس مع الطريق الذي رسمه أهل البيت عليهم السلام ، حتى يكون تحت عنوان " إني أحبّ هذه المجالس " . هنا يجب علينا أن يكون حضورنا بما يتناسب مع الشعيرة ، اولًا من ناحية الملابس المنابسة و أن يكون مظهر الإنسان المؤمن متناسبًا مع مجالس العزاء ، سواء من ناحية الشاب أو الفتاة ، و ثانيًا يجب علينا أن نحرص على حضور أبنائنا على الحضور و الخدمة بقدر الإمكان ، ثالثًا التعاون و التساعد مع المنظمين ، كل اللجان تعمل كالجسد الواحد ، دورنا هو المساعدة من أجل نجاح الفعالية - حتى لو كان المنظّم طفلًا - ، و أيضًا المحافظة على نظافة المكان و نظافة الموكب ، كل تلك الأمور ينبغي أن نشدد عليها .
نريد بيان الجانب النفسي في مسألة البكاء على الحسين لكي نعرف أثرها السلوكي في حركة الإنسان ، النقطة الأولى : البكاء و تأثيره النفسي ، البكاء هو أول تعبير يصدر من الإنسان بعد ولادته مباشرة ، وأول تاثير يفعله الإنسان ، للبكاء آثار عظيمة وكبيرة في تنقية الروح و تصفية النفس ، و للبكاء آثار في تنقية الروح ، وهذا راجع في علم النفس الى الحُسن الذاتي وهو إظهار التأثر النفسي عند طريق البكاء ، علامة على الملامح الطبيعية و التوازن النفسي عند الإنسان ، ان ما يتعرض اليه الإنسان هو نتيجة هذه التعرضات مختلفة ، و سرعان ما يرجع الإنسان الى الحالة الطبيعية . هناك أنواع للبكاء على الحسين ، البكاء تارة يكون احساسًا مجرد حالة عابرة ، و تارة يكون انفعالًا أكثر بقاء ، و أحيانًا يكون عاطفة أشد بقاء ، لابدّ من احياء المجالس بشكل حضوري ، وهناك فائدة من الإجتماع و الحضور الجسدي ، البكاء و العزاء الجماعي يخلق المحبّة تجاه ذلك الشخص ، و الدراسات تؤكد على البكاء والدموع التي تعمل على تأكيد العلاقات و الأواصر بين الجماعات ، و بين الناس و الشخص المبكي عليه ، و ان البكاء يخلق حالة من التعاطف على نصرة المظلوم و العمل على مبادئه .
التعليقات (0)