واصل سماحة الشيخ حسين البلادي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثامن و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ ، و قد ابتدأ سماحته بحديث النبي (ص) : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره " و هذا من الأحاديث المتواترة عنه ( ص ) وقد رواه علماء المسلمين كافة من العامة و من الخاصة.
يستحال أن تجتمع الأمة على الكذب و هذا من مصاديق حسن الحديث و صحته عن رسول الله (ص) ، و أبناء العامة يؤكدون على تواتر الحديث بصدره و ذيله ، و الكلام حول دلالة هذا الحديث ، فالإمامية يرون هذا الحديث دليل على خلافة علي بن أبي طالب (ع) بعد رسول الله (ص) بدون فاصل ، أما العامة فيرون أن هذا الحديث إنما هو حث الناس على حب علي بن أبي طالب وترك معاداته.
ونقول في هذا ان دلالة هذا الحديث على خلافة علي بن ابي طالب قائمة على عدة قرائن ، نشير الى بعض منها ، أولا الى الحادثة التي نزلت فيها و هي قبيل استشهاد رسول الله (ص) و ذلك في حجة الوداع و حضور جمع غفير جدا للشهود على تلك الواقعة ، و أيضا مباركة الشيخين و بخبختهما لأمير المؤمنين علي أبي طالب ، " هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " ، و آية التبليغ و هي قول الله عز و جل : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ 23 .و لقد صرّح الكثير من المفسرين بأن نزول آية التبليغ كان في يوم الغدير لدى رجوع النبي ( صلى الله عليه و آله ) من حجة الوداع في مكان يسمى بـ " غدير خم " ، و ختاما الاية الني نزلت فيها العذاب على الجاحدين بذلك .
التعليقات (0)