واصل سماحة الشيخ حسين البلادي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة السادس و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ ، و قد ابتدأ سماحته بمقطع من سورة الإسراء " يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) " تحدثنا بالأمس حول الآية المباركة وأشرنا الى الإمامة الواقعية من قبل الله تعالى الى أهل البيت ، وهذه الليلة نتحدث عن بعض مقامات العصمة و الرسالة التي يُعرف بها ، وهنا نشير الى مقامين على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر .
المقام الأول هو مقام العلم بالقرآن الكريم ، في القرآن الكريم آيات متشابهة ومحكمة ، الله سبحانه و تعالى جعل بعض آياته متشابهة ليحتاج الناس الى النبي و أهل البيت ، من سورة آل عمران " هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ " ، فأهل البيت عليهم السلام هم الراسخون في العلم ولا ينبغي أن نأخذ التفاسير الا منهم حصرًا لا من غيرهم.
المقام الثاني هو مقام القدرة و القابلية على انكشاف السماء بما فيها ، وهنا المعنى بنزول الوحي على رسول الله (ص) ، حيث نختلف مع أبناء العامّة في ذلك ، فحاشى لرسول الله أن يهم نفسه بالإنتحار أو أن يمسه الشيطان أو غيره من الروايات التي لم تصلنا من أهل البيت (ع) والتي تسيء لرسول الله (ص) ، قلت لأبي عبد الله (ع): كيف لم يخف رسول الله (ص) فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان؟ قال: فقال: " إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة والوقار، فكان يأتيه من قبل الله عز وجل مثل الذي يراه بعينه " ، ومن اختصاص المعصوم أنه يُكشف له ذلك ، قال الرسول (ص) " إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي ولكنك وزير وإنك على خير" ، قال رسول الله (ص):" والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمر الجنة أو من شجر الزقوم، وحتى يرى ملك الموت ويراني ويرى عليا وفاطمة والحسن والحسين " .
التعليقات (0)