شارك هذا الموضوع

البلادي ليلة الواحد و العشرين من شهر رمضان لعام 1445هـ/2024م

واصل سماحة الشيخ حسين البلادي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الواحد و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ ، وهي الليلة التي تصادف ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي عليه السلام ، و قد ابتدأ سماحته بمقطع من سورة البقرة " قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) " ، من جملة الأمور التي يطرحها المخالفين على الإمامية الشيعة فيما يختص بخلافة أمير المؤمنين ، و هذه الشبهة ترتكز على مقدمتين و نتيجة .

المقدمة الأولى تقول الشبهة ان البيعة طريق لاثبات الولاية ، أي لو اجتمعت كلمة الناس على فرد فان له ولاية على الناس ، والمقدمة الثانية أن عليًأ أمير المؤمنين بايع من جاء بعد النبي (ص) ، ومن هنا المحصلة و النتيجة أن كل رجل جاء بعد رسول الله (ص) و قبله (ع) ، حصلوا على الولاية الشرعية ، فنردّ على ذلك أنه لا يُمكن الإعتماد أبدًا على هذه القاعدة ، ونشير لثلاثة أمور ، الأمر الأول في بيان حقيقة البيع وهي مصدر لكلمة باع ، و فيها طرفان المُبايَع و المُبايِع ، أما المُبايَع فيلتزم بحفظ حقوق شؤون الناس ويرعى ويهتم بهم ، و المبايِع يلتزم أن يكون تحت رهن إشارة المُبايَع ، الأمر الثاني إن الدلائل التي استدل بها على أن البيعة طريق لاثبات الولاية لا يمكن استعمالها ، حيث أن لرسول الله الولاية حتى لو لم يُبايع الناس و انتقلت هذه الولاية لعلي (ع) حتى لو لم يُبايع الناس ، و جميع المسلمين يؤمنون بحادثة الغدير سواء رضوا الناس أو لم يرضوا .

أما في الرد على شبهة قوله (ع) " أيها الناس، إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار إلى الناس قبل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار لهم، " ، أن علي بن أبي طالب لم يثبت ولايته بهذه المقولة وانما كان في مقام المحاججة مع طلحة و الزبير وغيرهم ، وأما في حقيقة مبايعة علي لمن سبقه ، فإن العامة ينقسمون الى طائفتان من الأخبار ، الأول ينقل الحادث كما ذكره المستدرك عن الصحيحين مفادها أن علي بايع بعد موت رسول الله مباشرة ، و طائفة ثانية والتي يرجع سندها الى البخاري ومسلم أن علي (ع) بايع بعد موت رسول الله (ص) بستة أشهر - أي بعد استشهاد الزهراء (ع) - ، وهنا لا يمكن الوثوق بأي واحدة لأن الفارق كبير ، و لو افترضنا جدلًا أن عليًا (ع) بايع ، فإن موضوع بيعته جاءت بالإكراه حسب ما ذكروا ، أما نحن نقول أن علي لم يصدر منه بيعة لخلق مطلقًا كما ذكر المفيد و الشريف المرتضى .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع