واصل سماحة الشيخ حسين البلادي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ ، وهي الليلة التي أوصى فيها أمير المؤمنين علي عليه السلام أبناءه عليهم السلام ، و قد ابتدأ سماحته بحديث عن الرسول الأعظم (ص) " يا علي من أحبك فقد أحبني ، ومن أحبني أحبه الله ومن أحبه الله أدخله الجنة ، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله ومن أبغضه الله ادخله النّار " ، كل المسلمين يتفقون على حب علي عليه السلام ، و الشارع المقدّس يستخدم أسلوبان في بيان أهمية أمر من الأمور ، الأول هو أسلوب المنبّه الكمّي ، أي يصدر خطابات كثيرة متعددة يتحدث فيها عن بيان أمر مهم واحد ، و الأسلوب الثاني هو أسلوب المنبّه الكيفي ، وهو أن يصدر الشارع خطاب واحد و هذا الخطاب يكون شديد و غليظ اللهجة يبيّن فيه أمر محدد .
لقد استعمل الشارع المقدّس كلا الأسلوبين في بيان محبوبية علي (ع) . عنه ( ع ) " حب علي عبادة، وأفضل العبادة " ، وورد عن النبي صلى الله عليه وآله " جاءني جبرئيل عليه السلام من عند الله بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض: إني افترضت محبة علي بن أبي طالب على خلقي، فبلغ ذلك عني. " ، ومن سورة الشورى " قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ " ، عن أبي علقمة مولى بني هاشم قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وآله الصبح ثم التفت إلينا فقال: معاشر أصحابي رأيت البارحة عمي حمزة بن عبد المطلب وأخي جعفر بن أبي طالب وبين أيديهما طبق من نبق ، فأكلا ساعة، ثم تحول النبق عنبا فأكلا ساعة، ثم تحول العنب رطبا فأكلا ساعة، فدنوت منهما وقلت: بأبي أنتما ؟ أي الأعمال وجدتما أفضل؟ قالا: فديناك بالآباء والأمهات وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك وسقي الماء وحب علي بن أبي طالب عليه السلام. "
البعض يشكل على هذه الرواية في حب أمير المؤمنين هل تؤخذ على الطريقية أو الموضوعية ؟ ، فيقول مقصد النبي هي على الطريقية أي ليست الحالة الإنجذابية ، بل يكتفي الانسان بفعل الخير و العبادات و اتباع الإمام علي عليه السلام فقط ، فنردّ على ذلك أن المُشكل أصلًا لم يتبع أمير المؤمنين علي عليه السلام ، و الرواية تُحمل على نحو الموضوعية أي الحالة الإنجذابية العاطفية و نستدلّ على ذلك بقرينتين ، الأولى ، العلماء يقولون أن الألفاظ المأخوذة في لسان الرواية تؤخذ بالأساس على الموضوعية و لا الطريقية الّا بقرينة تُدلّل على ذلك . و القرينة الثانية هي المقابلة في الرواية أي ذكر البغض ، وهذا الرد على الرواية فقط وانما الاتباع أيضًا مطلوب كما ذكرت روايات أخرى ، ومن الثمار التي نرجوها من حبّ علي (ع) التي لم يحصل عليها غيرنا ، أنّه بِحُب علي (ع) تُقبل الأعمال ، وتتبدل السيئات الى حسنات .
التعليقات (0)