ابتدأ سماحة الشيخ حسين البلادي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة السادس عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ بمقطع من الآية الكريمة من سورة الأحزاب " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) " ، الحديث حول الإمام المجتبى (ع) ، و الكلام في نقطتين ، النقطة الأولى : في فضل زيارته (ع) ، و النقطة الثانية : في الثواب المترتب على زيارته (ع).
النقطة الأولى : في فضل زيارته (ع) ، يتبادر الى ذهن المستمع أن الحديث حول فضل الزيارة يكون للإمام الحسين (ع) لما لها من الأهمية الكبرى ، ولكن نريد أن نتحدّث عن فضل زيارة الإمام المجتبى (ع) ، ويُمكن أن نفهم فضل الزيارة من خلال ثلاث مُنبّهات ، المنبّه الأول : ان كٌلّ الروايات و الأخبار الواردة في زيارته (ع) وردت عن الرسول الأعظم (ص) ، وهذا له مدلول خاص أنها من الأمور الأساسية في الدين ، المُنبّه الثاني : أنّ من يتكفّل بمكافئة الزائر هو رسول الله (ص) نفسه ، على غير العادة أن يكون المتكفّل بالمكافئة هو المُزار ، عن النبي (ص) انه قال للحسن (عليه السلام) في حديث: " تزورك طائفة من امتي يريدون به بري وصلتي، فإذا كان يوم القيامة زرتها في الموقف وأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده " .
المنبّه الثالث : اعتناء الله عز وجل بزيارة الإمام المجتبى (ع) ، عن أبا عبد الله (ع) قال : " ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة وانه ينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله فسلموا عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه ثم يأتون قبر الحسن فيسلمون عليه ثم يأتون قبر الحسين فيسلمون عليه ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتى إذا دنت الشمس للغروب انصرفوا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فيسلمون عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنين فيسلمون عليه ثم يأتون قبر الحسن فيسلمون عليه ثم يأتون قبر الحسين فيسلمون عليه ثم يعودون إلى السماء قبل ان تغرب الشمس."
النقطة الثانية : إن الثواب المرجو الذي يحصل عليه الانسان عند زيارته للإمام الحسن (ع) كبير ، و نذكر منه أربع أمور ، أولًا التخلّص من تبعات الذنوب و المعاصي ، قال الحسين (ع) لرسول الله (ص) : ما جزاء من زارَك؟ فقال (ًص) : " يا بُنَيّ من زارني حيّاً أو ميّتاً ، أو زارَ أباك أو زارَ أخاك أو زارَك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتّى اُخلّصه مِن ذنوبه " ، ثانيًا الخلاص من شدائد و أهوال يوم القيامة ، ثالثًا دخول الجنّة و نعيمها ، يقول النبي (ص) للحسين (ع) " ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن اتاك زائرا بعد موتك فله الجنة " ، رابعًا يكون مع رسول الله في مثل الدرجة في الجنة وهي أعلى درجة في الجنان .
التعليقات (0)