واصل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثاني عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ ، وتحت عنوان " جهاد التبيين ، الأسباب و النتائج " ، ابتدأ سماحته بآيات مباركة من سورة محمد " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19) " ، في الآية قول الله عز وجل مخاطبًا نبيه الأعظم (ص) يؤكد على ضرورة معرفة الإنسان لربه من خلال الدليل و البرهان ، و صيغة فعل الأمر كما يقول علماء الأصول يقترن بالوجوب الا في حالات ، وعليه نستكشف من هذا النص أن معرفة الله و اقامة الدليل على اثبات وجود الله هو واجب من الواجبات و لا يجوز التفريط في ذلك .
يحتاج الإنسان أن يعرف الله لأسباب عديدة ، السبب الأول : أن معرفة الله هي سبب منزلة الإنسان وسبب استحقاقه للثواب ، فمراتب العباد عند الله تدور حول حجم معرفة الله لربه ، السبب الثاني : ان التدين له قواعد و أسس ، و أساس التدين هو معرفة الله عز وجل ، و هي أول قاعدة تُشيّد عليها الدين ، السبب الثالث : معرفة الله ضرورية لأنها تحقق نفعًا للقبيح ، كل انسان يمنعه عقله من الوقوع في القبائح ، فالعقول مجبولة على شكر من أحسن لها ، وبالتالي شكر الله الخالق و المنعم علينا يمنعنا و يخجلنا من فعل القبيح .
معرفة الخالق معرفة فطرية وهو ما يولد الإنسان وهو مزود به ، ولكن معرفة الله هي معرفة اكتسابية يحتاج الإنسان أن يتعلمّها ، و لو كانت فطرية لما احتجنا الى الأنبياء و الصالحين ولما وُجد عبادًا للشمس وللأصنام و غيرها ، و القرآن به الكثير من الأدلة التي تثبت وجود الله ، من سورة الطور " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)" وهي دليل على وجود الله تبارك وتعالى ووجود الخالق .
التعليقات (0)