شارك هذا الموضوع

الصفا ليلة التاسع من شهر رمضان لعام 1445هـ/2024م

واصل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة التاسع من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ ، وتحت عنوان " مظاهر الحب في الحياة الزوجية " ، ابتدأ سماحته بآيات كريمة من سورة الروم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) " يؤكد القرآن الكريم على أن العلاقة الزوجية من أقدس العلاقات في الاسلام ، وقال ( ص ) : " ما بنى بناء في الاسلام أحب إلى الله من التزويج ".، الله عز وجل يؤكد على أن أهم ركيزتين تقوم عليها العلاقة الزوجية هي الحب و الرحمة ، و الحب منشأه المودة بمجرّد الزوجية ، و الحب وجوده مدار وجود المودة ، و الرحمة منشأها الإيمان وليس الزوجية .

منطلق الإيمان أن يتوقد الزوج رحمة على زوجته المؤمنة ولو لم يكن هناك مودّة ، فلا ترتكز الرحمة على المودة - فقد توجد و قد تُعدم - ، فهي قابلة أن تدوم و قابلة أن تزول ، ولكن الرحمة لا تزول الا اذا انسلخ أحد الزوجين من الإيمان ، فيُحرم من الرحمة ، جاء رجل إلى الحسن (ع) يستشيره في تزويج ابنته؟ فقال: " زوجها من رجل تقي، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها ". فالرحمة هي صمام الأمان وهي من تبقى حتى بعد الطلاق ، فلا يجوز أن يتحوّل أحد الشريكين الى جلّادًا و ضارًّا و مؤذيًا حتى بعد الطلاق . و لأهمية الزواج قنّن المشرع الإلهي مجموعة من الأحكام من شأنها أن تعزز الروابط بين الزوج و زوجته ، و من تلك المعزّزات : ضرورة ابراز مظاهر الحب ومعززاته ، و أن نُبرز آثار الحب حتى نضمن علاقة وطيدة ، الحب هو احساس ومشاعر متدفقة في عالم الباطن وليس في الجوارح ، بل ان جميع علاقاتنا تحتاج الى تعميق الحب سواء لأبيك و أمك أو لأبنائك .

عن رسول الله (ص): " قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدا " ، ومن آثار المحبّة تعميق الشراكة الزوجية بين الشريكين ، ولا نقصد فقط الشراكة الماديّة ، نعم الشراكة المادّية يُمكن أن تعزز الروابط لكن يجب أن نحافظ على الحقوق لما نلمسه اليوم من خلافات حاصلة ، فنؤكد على ضمان وتوثيق الحقوق ، الشراكة التي تكون منبعًا للمحبة هي شراكة في الحياة الزوجية ومهامها ، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: " تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله (ص) في الخدمة، فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب، وقضى على علي بما خلفه قال: فقالت فاطمة: فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله (ص) تحمل رقاب الرجال" ، وهذا نوع من أنواع ترتيب الشراكة . و عن علي عليه السلام قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة جالسة عند القدر وأنا أنقي العدس قال: يا أبا الحسن، قلت: لبيك يا رسول الله قال: اسمع مني وما أقول إلا من أمر ربي مامن رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها وأعطاه الله من الثواب مثل ما أعطاه الصابرين .

من المهم أن يتزيّن الشريك لشريكه ، وهذه ليست وظيفة المرأة فحسب وانما هي وظيفة متبادلة ، فيجب على الرجل كما يجب على المرأة ، وجاء النهي أن تُعطّل نفسها ، والمقصود بتعطيل النفس أن تترك التجمّل و التزيّن و الخضاب ، عن أبي جعفر (ع) قال: " لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها ولو تعلق في عنقها قلادة،؟ ولا ينبغي أن تدع يدها من الخضاب ولو تمسحها مسحا بالحناء وإن كانت مسنة ". وعن الإمام الصادق (ع): " لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها " .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع