شارك هذا الموضوع

الصفا ليلة الثالث من شهر رمضان لعام 1445هـ/2024م

واصل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثالث من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ ، وتحت عنوان " مستويات الإرتباط بالمعصوم (ع) " ، ابتدأ سماحته بمقطع للإمام زين العابدين في الصلوات الشعبانية الواردة عنه " المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق " . الإمام يضع المفاصل الثلاثة الأساسية التي تحدد أنماط العلاقة مع المعصوم .

أولًا المروق ، و المروق اشتق في اللغة من مروق السهم أي اصابته الهدف و خروجه من الجهة الأخرى ، وهذا النوع من أخطر أنواع العلاقة ، مثل علاقة الخوارج مع أمير المؤمنين ، فهم عرفوا عليًا (ع) ولكن تجاوزوه ، ثانيًا المتأخر وهو من أبى أن يوالي أمير المؤمنين و المعصومين (ع) ، و أولئك مصيرهم الزهوق ، المفسرين يفسرون الزهوق من القرآن أي كان هالكًا و متصرمًا ومنتهيًا . ثالثًا : اللاحق لمراتبهم و بهديهم ، فهنيئًا لمن جسّد اللحوق بهم (ع) .

العلاقة مع إمام الزمان و المعصوم و الإرتباط بهم متفاوتة ، المحبّة هي الأرضية الخصبة لوجود التشيّع ، فلا يمكن أن نتصوّر التشيع بدون محبة و ودّ لأهل البيت عليهم السلام ، و مستويات الارتباط بالمعصوم تنقسم لأربعة أصناف ، الصنف الأول الإرتباط النفاقي ، و النفاق حقيقته أن يظهر الإنسان شيء ويخفي شيئًا آخر وهو عكس التقية . الصنف الثاني هو الارتباط المصلحي ، أي انطلاقًا من المصالح ، الارتباط بأهل البيت هو ارتباط بالدين فهم القرآن الحركي ، عن الحسين (ع) " إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون " .

الإرتباط الثالث هو الارتباط العقدي المجرّد ، وهو سلبي أيضًا ، ما لم يعزز بالسلوك العملي يكون وبالًا على صاحبه ، أي خضوع في القلب و لكن تمرّد في الجوارح كما كان ابن الحر مع الإمام الحسين (ع) حيث قال له (ع) " ما جئناك لفرسك وسيفك، إنما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شىء من مالك، ولم أكن بالذي أتخذ المضلين عضدا " ، فيحتاج الإرتباط العقائدي أن يعزّز ، الإرتباط الرابع هو الإرتباط السلوكي العقدي ، وهو الإرتباط الكامل ، ونحن ملزمون بذلك وهو التشيّع الحقيقي ، فلابد أن نعقد قلوبنا على الإرتباط بهم (ع) عقائديًا وسلوكيًا .


التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع