واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الثاني عشر من موسم محرمّ لعام 1445 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم و زيارة الإمام الحسين (ع) بصوت القارئ عبدالمنعم داغر ، و تحت عنوان " الإرتباط بالقرآن كمنهج للحياة " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني مجلسه بالآية المباركة في سورة النساء " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) " . يظهر لنا من دعاء ختم القرآن أن للقرآن الكريم حاكمية على كل الكتب السماوية التي سبقته ، و القرآن الكريم جامع و شامل لكل ما جاء في تلك الكتب و الرسالات السماوية ، و يحوي كل شيء له علاقة بحركة هذه البشرية . عنه (ص) قال : " إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم " ، و لذلك شدد أهل البيت بالتدبّر فيه ، عن علي عليه السلام " تعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور. وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص، " .
يجب على الشباب أن يشغلوا أوقاتهم بما هو مفيد لهم ، و أن لا يقطع عنهم الشيطان البركات ، و الإمام الصادق ركّز على هذه المرحلة ، فمن ما روي عنه (ع) "مَن قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه " ، ومن يتجرأ على القرآن لم يتذوق منه شيء ولم يلمسوا حقيقته . المطلوب من الإنسان التدبّر، و ليس المقصود بالتدبّر أن يصل الى المعاني عند أهل العرفان و العلماء الكبار ، و إنما الوقوف عند مقصد وهدف الآيات و ينطلق بها ، ومن مستلزمات التدبّر القراءة الهادئة و المتأنيّة ، عن الإمام علي (عليه السلام): لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا خير في علم ليس فيه تفكر، ولا خير في قراءة ليس فيها تدبر " ، مسألة التدبر ضرورية جدًا في خلق حالة تفاعل بين الإنسان و بين القرآن الكريم . مسألة الإختلاف في القرآن ليست وليدة اللحظة ، و هناك نماذج صححها العلم مع تقدم الزمان ، و قريش هم أول من ابتدع ذلك الأمر .
التعليقات (0)