واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الثامن من موسم محرمّ لعام 1445 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم و زيارة الإمام الحسين (ع) بصوت القارئ حسين علي جاسم ، و تحت عنوان " الوظيفة و الاختيار " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني مجلسه بالآية المباركة من سورة الأحقاف " فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) " ، الآية تعمل على بيان أن كل فعل يصدر من الإنسان يحب أن يتناسب مع طاقاته الجسدية وقابلاته الطبيعية ، والله خلق الإنسان و أعطاه طاقات متفاوتة ، و هذا التنوع طبيعي في هذه الحياة .الله لو شاء أن يجعل الناس أمة واحدة لفعل ، و لكن من أجل استمرارية الحياة و تتابعها جعل البشر مختلفين ومتفاوتين في الطاقات .
النقطة الأخرى ، الآية تتحدث عن أثر السلوك الجمعي في حمل أعباء الرسالة ، و الآية في خطابها لرسول الأمة محمد (ص) وضعته في سياق السلوك الجمعي ، ان هذا السياق له أثر في تحرّك رسول الله (ص)، والدليل على أهلية النبي بأنه لا ينقصه تأهيل ولا تدريب ولا تمرين في المعركة و التجربة الخطيرة الذي يخوضها ، فهذا الطريق المملوء بالمشاكل سنة من سنن الحياة ، وهذا السلوك يمدّ الفرد بطاقة المجموع تمكنه من فعل عمل ما يعجر عن القيام به غيره لم يحصل على ذلك ، وهكذا حال الأنبياء الذين سبقوه . لكن رسول الله (ص) واجه الكفار و المشركين و اليهود و النصارى . و هؤلاء لا زالوا يعملون على إيقاف الإسلام .
وقف المفسرون على (أولو العزم من الرسل) ، بعض المفسرين قالوا بأن المقصود كل الرسل و "من الواردة هي لبيان الجنس من الرسل ، و العزم بمعنى العزيمة و الثبات و تحمّل تعليم الناس وهدايتهم ، وقسم آخر من المفسرين فسّر بأن "من" تبعيضية و القاعدة ليست كلية اذا تفرّد فرد منها ، حيث بعضًا من الأنبياء ابتعد عن قومه - وان رجع لاحقًا - و البعض دعا على قومه . و أن أولو العزم هم الخمسة . هؤلاء قاتلوا بالكلمة كالمقاتل بالسيف . و المقاتل بالكلمة وله آثار طيبة لدى عمله أفضل من أجل تثبيت تلك الكلمة و بقائها . من سورة الأنفال : " وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)".
التعليقات (0)