شارك هذا الموضوع

الكراني ليلة الخامس من شهر محرّم الحرام لعام 1445هـ/2023م

واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الخامس من موسم محرمّ لعام 1445 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم و زيارة الإمام الحسين (ع) بصوت القارئ حسين أحمد جاسم ، و تحت عنوان " بين ولائين من منظور قرآني " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني مجلسه بالآية المباركة من سورة البقرة " صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) "، ان حياة الإنسان قائمة على ثلاث ركائز أساسية ، الأولى هي العقيدة و الثانية هي العمل و الثالثة هي الاخلاق ، يجب علينا ان نركز على الصبغة التي نصتبغ بها والمشرب الذي نشترب منه ، وننظر ذلك الأمر من خلال تاريخ البشرية ، فنجد أن هناك لونين لا ثالث لهما ، اللون الأول المتمثل في صبغة الله ، و اللون الثاني المتمثل في صبغة الطاغوت و الشيطان ، من سورة البلد " وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)" ، الإنسان بين ولاء الله و ولاء الطاغوت.

نقف بدايةُ وقفة لغوية و نبحث عن معنى صبغة ، نجد معان متعددة و مختلفة ، ابن منظور يعرّفها بالشريعة و الخلقة ، و قيل هي كل ما تقرب بها الى الله . أمّا الوسيط يعرّفها ما يصنع به ، وصبغة الله هي الفطرة التي خلق عليها الناس و الصبغة هي الدين الذي شرعها الله . أمّا الوقفة القرآنية بالمراد من صبغة الله في القرآن الكريم ، هو اللون المطلوب من الله تعالى في قبال الألوان الأخرى من قبل اليهود و النصارى ، حيث رسم اليهود و النصارى طرق الهداية وفق المصالح التي يرونها ، من سورة البقرة " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)" . فالقرآن عارض هذا الأمر ووقف ضده . آخيرًا وقفة روائية حينما نبحث عما يبين لنا معنى الصبغة ، في المحصلة هي الإسلام و الدين الخاتم الذي نزل على رسول الله (ص) . هذا الدين الذي يمثل الموقف السماوي و المبني عل النص البقرآني و عصمة النبي و حركات الأئمة (ع) ، فالهدف واحد وهو ما يظهر تجلّي خلافة الله في الأرض.

هناك مرادفات لصبغة الله و مرادفات لصبغة الطاغوت في الشيطان استعملت في القرآن الكريم ، فيما يشير مع دائرة الولاء لله استعمل القرآن ثلاثة ألفاظ ، مفردة الحق و مفردة النور و مفردة الصراط المستقيم . وفيما يخص بالطاغوت ، استعمل مفردة الباطل و مفردة الظلمات . هذا الأمر ظاهر و جلي للإنسان في تمييز النور من الظلام . أمّا فيما يخص مسألة التعارض بين الولائين ، فلا يمكن أن يكون في قلب الإنسان ولاء لله عز وجل و ولاء للطاغوت أو أن يقف في حالة وسط . و إنّما من يوالي الله عز وجل ينبغي أن يكون على طريق الحق أو النور أو الصراط المستقيم ، و من يوالي الطاغوت فيكون في درجة المقت التي هي أعلى درجات البغض لله عز وجل .



التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع