واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الرابع من موسم محرمّ لعام 1445 هـ ، وقد سبق البرنامج زيارة الإمام الحسين (ع) بصوت القارئ سيد جاسم العلوي ، و تحت عنوان " مشروعية الجوار في الإسلام " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني مجلسه بالآية المباركة من سورة المؤمنون " قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88)" ، الأمر الأول الذي ورد في الآية والتي طرح المفسرين عدة آراء فيه هو (الملكوت) ، و من هذه الآراء التي طرحوها أن الآية وردت بصدد التقرير أن الله تعالى بيده قوة متمكنة مدبرة لأصول الأشياء ، لا يستطيع أحد أن يملك مثلها و الدليل على ذلك لفظة الملكوت وهي صيغة من صيغ المبالغة في الملك .
ان التمكين على نحوين ، تمكين خارجي كامتلاك الإنسان مزرعة ولكن يحجبه مانع خارجي مثل العمى ، و التمكين الذاتي وهو بمعنى أن يمتلك الإنسان القابلية على شيء و الإنتفاع منه ولكن يحجبه مانع داخلي مثل البخل في الانتفاع بالمزرعة . الله حين لا يُمكننا من الانتفاع بشيء لن نستطيع ذلك أبدًا . الله هو المالك الأساسي لكل شيء هو المتمكن والقادر من إدارة ملكه و التصرّف به و الأدلة على ذلك واضحة وجلية ، الله يريد أن يقرّنا بهذا الأمر مهما بلغت قوة الإنسان ، من سورة غافر " يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) " .
الأمر الآخر في الآية هو الإجارة ، و التي تعتبر عقد من العقود الإجتماعية العملية ، الجيرة لها أهمية ضرورية جدا في الإسلام ، ولا زال رسول الله (ص) يوصي أمته بالجار في الأحاديث و الروايات الواردة عنه ، ينبغي علينا تحمّل بعضنا البعض و يجب علينا أن نعمل على ترتيب علاقتنا مع جيراننا انطلاقًا من مدرسة الحسين (ع) ، و الآية الكريمة فسرها المفسرون بعدة آراء ومعان ، من ضمنها أن الإجارة تكون في يوم القيامة ، حيث أن الله بامكانه أن يتجاوز عن الإنسان من الملاحقة و العذاب و العقاب بما يرتبط بالحقوق الخاصة به ، ولكن بينك و بين الأفراد وانشغال ذمتك بالآخرين ، والمعنى الثاني أي لا أحد ولا توجد قوة تستطيع أن تنتزع من يستجير بالله عز وجل ، فمن شملته الألطاف الإلهية لا تستطيع أي قوة أن تسيطر عليه ، ومن يستجير بمن هو أضعف قوة يُستطاع بمن هو أقوى منه . المعنى الثالث هو الإجارة التشريعية أي ان القرآن يبين من يتم اجارته شرعًا ومن لا يتم اجارته شرعًا .
التعليقات (0)