واصل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وذلك في ليلة الثامن و العشرين من شهر رمضان لعام 1444 هـ ، وتحت عنوان " لا تقتلوا طفولتهم " ، ابتدأ سماحته بمقدمة ، أنه من المعروف أن الطفل يتمثل بصفات معروفة من المرح واللعب و التسلية و الطهارة الذاتية ، عندما تنتزع منه هذه الصفات يمثل ذلك قتلًا لذلك الطفل ، مثل اتسامه بصفة الوحشية و القسوة عليه ، الا أن هناك مشكلة أصبحت بمستوى عالمي وهي مشكلة قتل طفولة الأطفال مثل الاسترقاق و الاتجار بالمخدرات و عصابات السرقة و الاحتيال و أيضًا العنف و الزواج القسري ، و ادخالهم بالأعمال الشاقة التي لا تتناسب معهم .
-للأسف الشديد- اكتفى العالم بكتابة القوانين فقط للتباهي ، والاتفاق على عقوبات دولية على من ينتهك حقوق الطفل ، فمثلًا المادة 182 تنص على عدم اشراك الأطفال و عدم ادخالهم في الأعمال ، وهذه الجهات هي أكثر من انتهك حقوق الأطفال ، منها اشراك الأطفال في برامج اباحية مثل (نتفلكس) أو ترويج المثلية كلها صدرت من تلك الجهات ، ولم تضع لتلك المشكلة علاجات أبدًا ، و انما اتهمت الإسلام بعدم وجود نظريات لمعالجة تحديات العصر الراهنة و ذلك يرجع الى جهل المجتمع الغربي بالإسلام من الأساس .
هناك أسباب عدة لهذه الجرائم التي يُشرك فيها الأطفال ، من تلك الأسباب تدنّي المستوى الثقافي عند الأسرة و قلة أهمية العلم و الثقافة وهذه المشكلة موجودة في الدول العربية و الإسلامية ، السبب الثاني هو الفقر ، وينبغي على العائل عدم اشراك الطفل و اخراجه من المدرسة و بذلك يأمل بالخروج من مشكلة الفقر و الحاجة الى الوقوع في مشكلة أخرى ، السبب الثالث هو العنصرية في بعض الدول مثل البيض و السود و مشكلة الرقيق ، يجب على الأبوين تخريج مجتمع سليم و اللجوء الى الوسائل التربوية الحديثة .
من تداعيات تلك الظاهرة السلبية أولًا تداعيات جسدية من كدمات و تشوهات و أمراض و أعراض حيث لا تلمس فيه نعومة الأطفال ، أيضًا قساوة و جفاف من الناحية العاطفية و ظهور المعاملة القاسية و التنمر عند الطفل ، و تدني المنظومة الثقافية و العلاقات الإجتماعية من الحب و الرقة و العاطفة لدى الأطفال .
عالج الإسلام مشكلة الطفولة و تداعيات هذا العصر ، وهناك الكثير من العلماء الذين تصدّوا لذلك المجال وكتبوا موسوعات في كل ما ورد عن النبي و أهل البيت (ع) في فهم طبيعة الطفل ، وقدّموا لنا نتائج دقيقة ، قال (ص): " لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا " ، ينبغي معرفة طبيعة و فطرة الطفل ، وقال النبي (ص): " الولد سيد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين " ، وعنه (عليه السلام) قال: " أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يغفر لكم " . مرحلة الوقاية جدًا هامة في تربية الطفل ، وفي وصية أمير المؤمنين (ع) " وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شئ قبلته." ، عن الإمام الصادق (ع): " بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة " . عنه عليه السلام قال: إذا بلغت الجارية ست سنين فلا تقبلها، والغلام لا يقبل المرأة إذا جاز سبع سنين . أيضًا وجود القدوة أمرًا ضروريًا في تعليم الطفل قبل أن يقتدي بغيرهم من المنحرفين
التعليقات (0)