واصل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وذلك في ليلة السادس و العشرين من شهر رمضان لعام 1444 هـ ، وتحت عنوان " الإسراء والمعراج " ، ابتدأ سماحته الكلام بالتعريف بأهمية هذه الكرامة عبر الحديث قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا: المعراج، والمسألة في القبر، والشفاعة. وهذه المعجزة التي ميزت النبي حاول الإسرائيليون تحطيمها فبدأوا بدس الكثير من الروايات الخرافية في كتب المسلمين والهدف من ذلك توهين المعراج عند الناس
إن الهدف من الإسراء والمعراج والذي ناقشه صاحب تفسير الميزان وكذلك الشيخ يوسف الغروي الآية الكريمة تبين الهدف من الإسراء والمعراج ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) وفي سورة النجم ((لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ)) هذه الآيات الكبرى لم يبينها رب العزة والجلال لعدم قدرة عقولنا على استيعابها وفي الحديث عن ثابت بن دينار قال سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " ((عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان فقال تعالى عن ذلك قلت فلما أسرى بنبيه محمد صلى الله عليه وآله إلى السماء قال ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه ))وبما أن النبي صلى الله عليه وآله هو خير ما خلقه الله على وجه هذه الأرض اراده الله أن يكون عالما بعالم الملكوت وذلك مالايعلمه حتى الأنبياء وذلك من الخصوصيات لنبينا الكريم استمر الإسراء والمعراج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:(( إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى العشاء الآخرة، وصلى الفجر في الليلة التي أسري به بمكة)) أي أنه أخذ ليلة واحدة فقط ولايمكن قياس هذا الأمر الإعجازي الذي تتعطل عنده العقول و من ناحية عدد المرات التي أسري بها النبي الكريم هنالك عدة آراء فالبعض قال هي مرة واحد والبعض قال ثلاث مرات والبعض قال مئة وعشرين مرة و روائع صاحب الميزان في البحث ((وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ)) يقول صاحب الميزان أن هذه الآية دليل على أن النبي أسري به أكثر من مرة سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر فقال: جعلت فداك كم عرج برسول الله؟ (صلى الله عليه وآله) فقال: مرتين , ويقول كذلك بأن الإسراء الأول ورد في سورة الإسراء و الإسراء الموجود في سورة النجم هو الإسراء الثاني وذلك ما رجحه العلماء
متى أسري بالنبي ؟ أما مكان الإسراء فوضحته الآية الكريمة ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)) وأما الوقت فكان قبل الهجرة بدليل أنه إلتقى بقريش ودار بينهم حديث حول صدقه في الإسراء و كان بعد البعثة في شهر رمضان في ليلة من ليالي القدر و أما العروج الثاني يحتمل أن يكون في ربيع أو في شهر رجب و تعددت الآراء حول المكان الذي أسري من النبي فقيل أنه اسري من شعب أبي طالب وقيل في بيت أم هانئ و قيل من المسجد ورجح صاحب الميزان الرأي الثاني وإنما ذكر المسجد في الآية بقصد الكل من الجزء على الإختلاف التاريخ في المكان ومن الأسئلة التي اوردت فيها الكثير من الآراء نقتصر منها على رأي صاحب الميزان الذي قال بأن النبي اسري بروحه وبدنه ويستدل على ذلك بقوله ((أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ)) والدليل الثاني هو مرور النبي بالقافلة والتقائه بقريش والدليل الثالث انه ليس من المعقول ان تكون هذه المعجزة العظيمة تكون بروح فقط فتكون لخصوص النبي الكريم
ومن بعض المشاهد التي رآها النبي عن إبن عمر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وقد سئل: بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟.قال: خاطبني بلسان عليّ، فألهمني أن قلت: يا ربّ خاطبتني أم عليّ؟.فقال: يا أحمد، أنا شئ ليس كالأشياء، ولا أقاس بالنّاس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من نوري، وخلقت عليّاً من نورك، إطلّعت على سرائر قلبك، فلم أجد أحداً إلى قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك ,هذه فضائل أمير المؤمنين والولاية له هي نعمة كبرى
التعليقات (0)