واصل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وذلك في ليلة الرابع و العشرين من شهر رمضان لعام 1444 هـ ، وتحت عنوان " تدوين السيرة النبوية (1) " ، ابتدأ سماحته بمقدمة حول واقع الاسلام حيث مشاكل كتابة السيرة تطفح على السطح بشكل واضح و اشتركت فيه قوى داخلية وخارجية ، مثل الاسرائيليات و العباسيين و الزنادقة و أسباب سياسية تريد تشويه سيرة النبي (ًص) ، و اليوم نتيجة لتلك المؤامرة ومنع التدوين ، نُعاني من خلاف شديد حول سيرة النبي (ص) ، و الإختلاف يصل حتى لتاريخ مولده و وفاته (ص) ، ذلك لضرب الإسلام من الداخل لأسباب سياسية و مذهبية .
البعض اتخذ عدة مواقف تجاه سيرته ، الموقف الأول موقف التفريط في سيرته (ص) ، حيث أنهم يقولون " حسبنا كتاب الله " و بذلك يُخفون سيرة النبي (ص) مما أدرى لخروج ما يُسمّون بـ(القرآنيون) و هذا أمر غير صحيح و بعيد عن الواقع ، فلا يستطيع صاحب هذا الموقف الصيام و لا الصلاة ولا معرفة الأذان و لن يعرف أحكام الدين و سيتعطّل هذا الدين دون الرجوع لسيرته (ص) ، وبذلك يطعنون بالقرآن في المقام الأول .
الموقف الثاني : موقف الإفراطيون ، من عندهم تفريط كبير جدًا حيث يقولون كل ما ورد في سيرة النبي صحيح ، وما قاله السلف المقدس دون التحقيق و التصحيح و أنّ هذه السيرة صحيحة بالكامل ، وبذلك سيكون العالم ضحايا للتزييف الواضح ودخول الإسرائليات ، و يقرّ الزنادقة بأنهم دسسوا الكثير من الروايات ، ولا يُمكن القبول في الطعن بقدساته وطهارته (ص) ، لا نستطيع القبول برواية المغيرة بن شعبة مثلًا و لا بعكرمة و لا بعمر بن سعد ، حيث توجد هناك معاييريجب أن تُراعى .
الموقف الثالث هو المعتدل ، فهناك الصحيح و السقيم ، و المعتبر و الغير معتبر ، و المجمل و المفصّل ، ربّ العالمين حجّنا بما تناقله الثقات كما تناقلوا القرآن ، آل البيت ينقلون عن جدهم النبي (ص) ، عنه (ص) : " إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " .
شواهد المؤامرة من كتب المسلمين ، ونحن مضطرين لفضح تلك المؤامرات ، من صحيح مسلم " كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فانْتَهَى إلى سُباطَةِ قَوْمٍ، فَبالَ قائِمًا " ، والرواية الأخرى " انَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُنْتَبَذُ له أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَيَشْرَبُهُ إذَا أَصْبَحَ يَومَهُ ذلكَ، وَاللَّيْلَةَ الَّتي تَجِيءُ، وَالْغَدَ وَاللَّيْلَةَ الأُخْرَى، وَالْغَدَ إلى العَصْرِ، فإنْ بَقِيَ شيءٌ سَقَاهُ الخَادِمَ، أَوْ أَمَرَ به فَصُبَّ " ، وفي البخاري " قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : ... وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ " . وتلك الأمور ننكرها نحن الشيعة حيث أن النبي طاهر و مُقدّس ولولا أهل البيت لضاعت سًنة النبي ، حيث لم يبدأ التدوين الى في زمن الدولة العباسية و أحرقت قبل ذلك كتب الحديث وهذا ما يقرّه الطرف الآخر .
التعليقات (0)