واصل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة العاشر من شهر رمضان المبارك لعام 1444هـ ، وتحت عنوان " خصائص الحياة الزوجية في التراث الإسلامي " ، ابتدأ سماحته بالآية المباركة من سورة الروم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) ". ان العلاقة الزوجية تعتبر جزءًا من نظام هذا الوجود ، و هذه الطبيعة مدعاة للتفكر في دقة صنع الخالق ومن دلائل حكمة الصانع ، ومن هنا تُبنى بحكم الله و تُهدم بحكم الله كذلك . هناك خصائص أودعها الله في المرأة ولم يوجدها في الرجل و العكس كذلك و بذلك تكتمل تلك الصورة .
أنواع العلاقات الزوجية و طبيعة العلقة مع المرأة في التريخ تمر بأنماط متعددة ، الأول نمط استعباد ، حيث الذكر- كونه الأشد في العادة - يعامل المرأة ضمن قانون الغاب و الحاكمية للأقوى ، وبعد ذلك حقبة الحقوق التي أقرّها الاسلام الحنيف ويتفاوت فيها الناس و الأمم ، فشكلت العلاقة الزوجية مع ضمان حقوق الزوجين ، ظهر افراط و تفريط هنا وهناك في أمم و دول مختلفة .ونموذج آخر الذي يقوم على حرية كلا الطرفين الذي يقوم على عدم امتلاك اي من الطرفين أي حق وكذلك من النماذج التي أقامتها الحركة النسوية الردكالية والتي تقوم على نبذ العلاقة الزوجية ونتائج ذلك القيود المفروضة والتي تؤدي الى العلاقات الشاذة عن الفطرة.
الإسلام قدّس العلاقة الزوجية و النصوص التي وردت - لو صيغت بالصيغة المعاصرة - تكفي لإيجاد علاقة زوجية متماسكة قوية ولهذا عندما نقف عند قول الرسول الكريم (ص): " تخيروا لنطفكم فان العرق دساس " وهذا الاختيار هو الاساس للبناء الزوجي فلابد له أن يكون صلبًا ليتحمل البناء ، فوضع الاسلام الضوابط ، أولها هي الشفافية عند البناء الزوجي وعلى هذا حرم التدليس . و ايضا الانسجام الديني والاخلاقي على اشكاله و الاهم منها هو الانسجام الديني فأكد رسول الله (ص) فقال: "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه" فجعل الأخلاق و الدين من الأولويات فلا ينبغي التساهل في ذلك .
التعليقات (0)