المقال (1) : نرفض . . . . ولا نرفض
الشباب هو العمود الفقري للمجتمع فإن توفرت القدرة والامكانات النافعة لديه استطاع أن ينهض ويبني مجتمعه بنيانا ً رصينا ً وإذا حدث العكس من الشباب أصبح معولا ً هداما ً.
وهناك ظاهرة مرضية يعاني منها مجتمعنا العربي والإسلامي تهب عليه ريح نتنه من بعض الشباب الذي يدعي الثقافة والوعي وهذا البعض هو ممن اتاحت له الظروف الفرصة ليدرس في الدول الأجنبية الغربية، إذ أنه لا يكاد يعود من الدراسة إلا ونلاحظ عليه إنه وقع تحت عملية غسيل مخ وتأثر تأثرا ًَ كبيرا ً بما اكتسبه من طباع وعادات غربية تتنافى وتربيته الأصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف حتى إنه يصل الأمر أحيانا ً بالبعض للتنكر والرفض للقيم الرفيعة.
فالطالب من هؤلاء الضعاف حينما يتواجد في المجتمعات الغربية يعيش كالأعمى لا يستطيع أن يفرق بين الأسود والأبيض فيتلقف كل ما يوحى إليه ويأخذها أخذ المسلمات ويجعلها مقياسا ً للواقع نتيجة قصر نظره، فيتصور كل ما حشته مواضعات الغرب في عقليته أنه عين الصواب الذي يتفق مع واقع الحقيقة.
فدعوة إلى هؤلاء وأولئك أن يبادروا بالتوجه إلى التسلح بالإيمان قبل التوجه إلى العلم والتعلم لتتوفر لهم مناعة حصينة تحول دون القضاء عليهم وليكونوا بحق عدة لأوطانهم ومجتمعاتهم إذا ما عادوا من الدراسة والتحصيل.
نحن نرفض الغرب بسلبياته ولا نرفض إيجابياته وما يمكن أن نستفيده منه عن طريق الدراسة والتحصيل سواء كان ذلك في مجال التصنيع التكنولوجي أو التقدم العلمي ولكن يجب أن يرتبط ما نتوجه إليه من علم وتعلم بالإيمان النابع من مفاهيمنا الإسلامية.
أحمد الإسكافي – سنابس
27 – 2 – 1978
المقال (2) : الأنظمة الوضعية
من المسلم به أن الأنظمة الوضعية هي ( أرذل ) النظم التي عرفتها البشرية، وأكثرها تعقيدا ً لحرية الأوطان وحرية المواطنين. ومن المسلم به أيضا ً أن النظم الوضعية باعتبارها نظما ً من صنع الإنسان، لا تخلو من عيوب وقصور عند التطبيق. وهي في الواقع لا تستطيع أن تجعل من داخلها القدرة على تطوير نفسها مهما دعت الحاجة لأن حلول المشكلة تجعلها فيما بعد مشكلة. لكن الصورة ليست هكذا تماما،ً بل على العكس من ذلك، فقد تعرضت النظم الوضعية، في أنحاء العالم لضربات مروعة كادت أن تشكك في صلاحيتها وفي جدواها.
بل أن الأجيال المعاصرة من الشباب أخذت تفقد ثقتها من الأنظمة الوضعية وتتلفت حولها باحثة عن نظام جديد يعصم سيرها ويؤمن مستقبلها.
ولو تتبعنا محنة النظم الوضعية في كل بلد منذ نادى "جان جاك روسو" بنظريته العقد الاجتماعي وحتى الآن لوجدنا أن وراء هذه المحنة مشاكل جعلت الإنسان يفقد وجوده واتزانه من الإنسانية وأخذ يتقوقع وينصهر في بوتقات خارجة عن نطاقه الإنساني.
أحمد الاسكافي
23 - 5 – 1977
مجلة المواقف
المقال (3) : في سبيل نصرة الدين وإعلاء شأنه . .
لقد آن للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، الأخذ وما يتفق مع مبادئ القرآن والعقل والمنطق والإنسانية، ونبذ ما هو بعيد عن مبادئ القرآن ومنطق الدين والإنسانية . .
فهناك كتب ومجلات كثيرة مليئة بالخرافات والأراجيف ولايمكن للمسلم المثقف أن يقبلها أو يستسيغها، روج لها دعاة التفرقة والمغرضون الحاقدون على الدعوة الإسلامية، لكي تزرع بذور الشقاق بين المسلمين فتصل إلى أغراضها عن طريق التناقض والخلاف بين المذاهب، لقد آن للمسلمين اليوم على اختلاف مللهم ونحلهم أن يعرفوا أن الدين الإسلامي واحد وأن القرآن واحد وأن النبي واحد والقبلة واحدة لا فرق بين مسلم ومسلم . . وآن لنا أن نبين للعالم أن أهل البيت ليسوا أولئك النائحين الباكين والمستبكين.
آن للعالم أن يعرف أن أهل البيت هم أولئك الأبطال الشهداء الذين خططوا للعالم بدمائهم الزكية الطاهرة، دساتير الحق والعدالة والشرف أولئك الذين حاربوا بذور التفرقة والشعوبية والعنصرية وأعطوا للعالم دروسا ً في الاستشهاد في سبيل نصرة الدين الإسلامي وإعلاء شأنه وكلمته.
أحمد الإسكافي
شركة ألبا ( قسم الصيانة )
21 – 2 – 1977
التعليقات (0)