شارك هذا الموضوع

السيد الكراني ليلة الثالث عشر من المحرّم الحرام عام 1444هـ

واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الثالث عشر من موسم محرمّ لعام 1444 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ حسين البني ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت القارئ عبدالنبي المخوضر ، و تحت عنوان " وعي القائد الديني " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني بالآيات المباركة من سورة الإسراء " وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) " ، يذهب بعض المفسرين أن مجمل الهيكل العام لهذه الآية يدور حول محور واحد وهي عصمة رسول الله (ص) و كيف أن الله عصمه من الوقوع في الخطأ ، مع كونه بشرًا و الذين من عادتهم أن يقعوا في الخطأ .

الآية تخاطب النبي -مع أنه بشريًا- الا أنه ليس كسائر الناس يتأثر بما يتأثرون به و تتغير أطباعهم بما يمرّون عليه ، الله صان هذا البشريّ من الخطأ و الزلل حتى لا يؤثر عليه ، يقول المفسرّون أن هناك أربعة أسباب لنزول هذه الآية ، ويرجعون في ذلك الى الروايات ، السبب الأول ما يذكره الطباطبائي في الميزان و كذلك القرطبي في الجامع لاحكام القرآن ، أن جماعة من بني ثقيف أتوا لرسول الله(ص) فسألوه أن يدخلوا الإسلام بثلاثة شروط : متعنا بآلهتنا سنة حتى نأخذ ما يهدى لها ، فإذا أخذناه كسرناها وأسلمنا ، وحرم وادينا كما حرمت مكة ، حتى تعرف العرب فضلنا عليهم ، فلم يوافق رسول الله ورفض ذلك الشرط. حيث كان الهدف هو ضرب مصداقيته (ص) ، و الشرط الآخر أن يعفيهم النبي من الصلاة حيث طلبوا ذلك من جانب اقتصادي. فالله غني عنهم إن أرادوا الدخول في الإسلام أو لا ، و الأمر راجع عليهم لا على رسول الله كي يُجبروه ويضفغطوا عليه

السبب الثاني لنزول الآية الكريمة أن جماعة من قريش جاءت للنبي و أرادت من النبي أن يترك لهم صنمًا واحدًا وهو الذي فوق جبل الصفا ، فإن اقتنعوا فسيكسرون هذا الصنم و يسلمون ، أما السبب الثالث : هو أن جماعة من قريش أتت لرسول الله (ص) و قالت له بأن يدعو الى الله ولكن لا يتعرّض بنقص أو عيب في آلهتهم و خصوصًا في طبقة الشباب ، حيث هم يمتلكون مرونة أكبر من الغير ، السبب الرابع والذي يتناقض مع أسس رسول الله لكن تنقله مصادر المسلمين مثل الثعالبي، أن جماعة من قريش أتت لرسول الله وقالت له أن لا يتوجّه للحجر الأسود حتى يلم بآلهتم .

هنا تشير الآية أن القائد و الذي يكون في مستوى القيادة يكون قراره مؤثرًا ليس على نفسه فقط ، و إنما على كل الناس الذين يتأثرون به ، لذلك يجب أن يكون بمستوى كبير من الوعي و الإدراك ودراسة الأمور ، فلو نزل رسول الله لهم ، فإنه سيقبل في اليوم الذي بعده لأشياء أكبر ، فهم أرادوا بشكل حازم لثنيه (ص) عن قراره ، و هكذا كان الأمر في بقية القادة كأمير المؤمنين عليه السلام حينما أرادوا منه أن يسير على منهج الشيخين بعد وفاة عمر بن الخطاب حيث جاءه خمسة من الأصحاب ولكنه (ع) رفض ذلك فانقلبوا و انقسموا ، وكذلك بقية أهل البيت (ع) .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع