واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الثاني عشر من موسم محرمّ لعام 1444 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ محمد مرهون ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت القارئ يوسف حمّادي ، و تحت عنوان " مكانة المرأة ودورها الرسالي " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني بالآيات المباركة من سورة البقرة" وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) " .
من جملة ما قاله المفسرون عن هذه الآية أنها تناولت جانبًا مهمًّا من جوانب الأسرة ، وأنّ أساس تكوينها هو الأبوين ، و نصل الى تصنيف الأدوار و توزيع المهام بين المرأة و الرجل وهذا التفسير الطبيعي لكل أصناف الخلق ، ونقول أنّ جميع المخلوقات لها أدوار فلا يمكن أن نقول مثلًا أن النبات أفضل من الحيوان أو فصيلة أفضل من أخرى ، لكل نوع مسؤوليته ودوره ومكانه وعليه بالقيام بمسؤوليته على أكمل وجه ، فهذه المسألة لا يمكن فيها تفضيل ، فهذا الأمر يقودنا للمرأة بما لها من صفات و مميزات تختلف بها عن الرجل
هذا الرجل الغربي وهو تشارلز داروين الذي جاء بنظرية التطوّر و أصل الأنواع ، حيث يقول أن الإنسان و القرد من أصل واحد ، حيث نسبة التشابه تبلغ 90% في الجينات ، ومن جملة ما نظّر له أن الوظيفة هي التي أوجدت العضو ، ويريد القول أن المرأة وظيفتها الإنجاب و الولادة فعليها أن تقوم بوظيفتها و يساعدها على ذلك وجود الرحم ، فلا فرق أن المرأة أنجبت من خلال إطار الزواج أو خارجه ، وهذا الأمر و هذه العقيدة تتسلل الى عقل الإنسان فيطبقها ، الإحصائيات تقول بأن 60% من مواليد الجمهورية الفرنسية الجدد هم أبناء زنا ، و المجتمع الألماني والمعروف باقتصاده غالبيتهم كذلك أيضًا .
هذه المسألة هي انكار للأمور البديهية ، الله لما خلق كائنًا من الكائنات أعطاه ما يُساعده على قضاء حاجاته في هذه الحياة و كيفه ضمن ذلك الإطار ، من سورة القمر " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) " ، كل شيء أوجده الله بمقياس و ميزان و بدقة لا متناهية حتى ينتظم الخلق وتسير الخليقة ، اذا جئت للمرأة فالله كيّفها لوظيفتها و جعلها مهيئة لدورها في المجتمع ، الإسلام ينادي بما جاءت به الآية ، فالإسلام لم يظلم المرأة .المشرّع الغربي أو من ليس عنده خبرة يقول انما المجتمع ظلم المرأة وان حمل مبدأ المساواة و هو دين ذكوري ، علّل ذلك لأنه لم يساوي بين المرأة و الرجل وجعل الطلاق في يده و كان المرأة يٌطبق عليها الخناق ونصيبه في الإرث ضعفها و جعل القوامة في يده .
و نقول الأمر ليس كذلك فالشعار المطروح هو التساوي و نقول بأن التساوي ليس بالمماثلة لأن كل منهما له محيطه و جانبه ، فلا يوجد شيء ساوى بين الرجل والمرأة من الناحية الإنسانية و الكرامة سوى الإسلام ، أما من ناحية الواجبات و الحقوق و العقوبات فللإسلام نظرة وفلسفة تختلف عن ذلك ، حيث يرى جزءًا من الواجبات و العقوبات و الحقوق تناسب الرجل في جانب ، و بعض يناسب المرأة من جانب ، و أمور أخرى تناسب الطرفين ويشتركان معًا ، فالله خلق الرجل في إطار فكيّفه مع ذلك ، حيث أن الإسلام ذهب الى تصنيف الأدوار وتوزيعها .
لابدّ من تنشئة الأشرة تنشئة سليمة و حينما يكون طلاق فإن الخاسر الأكبر هم الأولاد ، انما يتعلّق الطفل بأمه أكثر من أبيه ، فقبل أن يُقدم الإنسان على هذا الموضوع يجب ان يُراعي أولاده على المصلحة الشخصية ، ومن المشاكل التي يتعرّض لها الإنسان هي عائلة الزوج و عائلة الزوجة و الخلاف الذي يتطوّر بينهما ، هنا وضع الطلاق بيد الرجل ، ومسؤولية المرأة حفظ ذلك البيت . المسألة الأخرى هل للمرأة ناقصة عقل ؟ هناك من النساء اللاتي تفوقن على كثير من الرجال في مجالات علمية و أصبحن يُبدعن في مجالات عديدة ، إلا أنها تمتلك عاطفة سيّالة متدفقة تعمل على أن تطغى على إرادتها العقلية ، وهنا مسألة الطلاق أعطيت للرجل لأن إرادته لا تخضع لعاطفته كما تخضع المرأة لخضاعتها وهذه المسألة لأساس التكوين ، والمرأة تستطيع أن تراعي طفلها طوال اليوم ولا يستطيع ذلك الرّجل .
المسألة الثالثة الحساسة هي الإرث فمن يطالبون للذكر ما للأنثى ، هؤلاء لم يدركوا حقيقة المؤسسة الإسلامية المالية ونظامها المالي ، في مسألة الإنفاق ليس على المرأة شيء ولا عليها أن تخوض بتجارة و كفل لها قوتها ولباسها ومتطلّبات حياتها على عاتق الرّجل ، و اذا حصلت على ارث ليس لأحد حق بأن يأخذ منه شيء ، أما الرجل فالقوامة عليه و هذا الإرث سينفقه على المرأة ، وهذا النظام عمله الله من أجل ضبط العلاقة المالية في الأسرة ، و الأمر الرابع و الأخير هو الجهاد فُرض على الرّجل و لم يٌفرض على المرأة حيث جسده مهيئ ومكيّف أكثر من أجل خوض المعارك ، الأمر الآخر متعلّق بالشرف و الكرامة فلو وقعت أسيرة فلربمّا يُعتدى عليها ، وظيفة المرأة أعلى من الجهاد و هي اعداد المُجاهد ، فلا يمتلك مُجاهدًا من القوة الا وخلفه امرأة سهرت عليه .
عن أسماء بنت يزيد الأنصارية أنها أتت النبي (ص) وهو بين أصحابه، "فقالت: بأبي أنت وأمي! إني وافدة النساء إليك، واعلم - نفسي لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مرابطا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أموالكم فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟. فالتفت النبي (ص) إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا!.فالتفت النبي (ص) إليها ثم قال لها: انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله. فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا "
لا نقول ولا نُنادي أنّه لابدّ للمراة أن تكون حبيسة البيت لكن يجب عليها أن تعرف مسؤوليتها و موقعها و رساليتها ، وبعد ذلك لو قامت باضافات أخرى فإن ذلك يساعد على بناء المجتمع أكثر فأكثر
. و سيدتنا خديجة أفضل مثال على ذلك حيث وقفت جنبًا على جنب مع رسول الله .
التعليقات (0)