واصل سماحة الشيخ حسن القيدوم سلسلة مجالسه بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك يوم التاسع من المحرّم الحرام لعام 1444هـ / 2022 م ، وقد ابتدأ سماحته بالآية المباركة من سورة الإسراء " ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) " . الاحسان الى الوالدين من موضوعات هذا المقطع في الآية ، ولو أردنا نموذجًا نقدمه لأنفسنا و تقتدي به و نقدمه لأجيالنا ، نقدم علي بن الحسين الشهيد ، الاحسان للوالدين في هذه الآية كلمة الوالدين لم تحدد انتمائهما حيث لم تحدد وصفًا كالوالدين المؤمنين ، و انما الآية جاءت على نحو الإطلاق الذي يفيد العموم .

عن أبي جعفر (ع) قال: "ثلاث لم يجعل الله عز وجل لاحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر والفاجر والوفاء بالعهد للبر والفاجر وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين". في رواية عن رجل قال للرضا (ع) : " أدعو لوالدي إذا كانا لا يعرفان الحقّ ؟ قال : ادعُ لهما ، وتصدّق عنهما ! وإن كانا حيين لا يعرفان الحقّ فدارهما ، فإنّ رسول الله (ص) قال : إنّ الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق ". الإية ذكرت الإحسان ولم تقيده ولم تأت بمصداق من مصاديق الإحسان وهذا يعني أنه يجب أن يقدم الولد أي نوع من أنواع الإحسان تحت أي عرف من الأعراف الحسنة و المحترمة و جميع مصاديق الإحسان .

تذكر الروايات بعض من مصاديق الإحسان و أفضلها الإنفاق على الوالدين ، هذه النفقة يجب على الشخص أن ينفق على نفسه ثم زوجته ثم عياله ثم اذا كان له مقدار من المال و كان أبواه محتاجان فمن باب أولى يجب الانفاق عليهما ، الشيخ الطوسي لما يأتي على " وصاحبهما في الدنيا معروفا " يقول إن النفقة من أجلى و أوضح المصاديق .

عن الصادق (ع)، قال: "جاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله، إني راغب في الجهاد نشيط. قال: فجاهد في سبيل الله، فإنك إن تقتل كنت حيا عند الله ترزق، وإن مت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت. فقال: يا رسول الله، إن لي والدين كبيرين، يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي؟ فقال رسول الله (ص): أقم مع والديك، فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة " . الاجتماع مع الوالدين به أنس و النبي (ص) يربي الناس و يدعوهم الى الاحسان مع الوالدين