شارك هذا الموضوع

الكراني ليلة التاسع من شهر محرّم الحرام لعام 1444هـ/2022م

واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الثامن من موسم محرمّ لعام 1444 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ محمود الإسكافي ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت القارئ علي ملا سلمان ، و تحت عنوان " بناء الشخصية الإسلامية " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني بالآيات المباركة من سورة المدثر " ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) " .

من جملة الأهداف التي نزل بها القرآن الكريم هي بناء الإنسان و تخليصه من الرواسب التي تعلق في ذهنه جراء توجهه الى عبادة الأصنام و الأوثان ، مسألة بناء الإنسان ليست بالأمر السهل وانما هي بغاية الصعوبة حيث تستغرف وقتُا طويلًا ، وقد عانى رسول الله (ًص) في الرسالة ، حيث في بداية الأمر أزال الركام و الرواسب التي علقت بالنفوس و القلوب ثم شرع بزرع العقيدة الجديدة .

سبب نزول الآيات ينقله القرطبي و بعض المصادر الخاصة بأهل البيت ، هو أن الوليد بن المغيرة كان يمتلك ثراءٌ فاحشٌا وذلك أنه لما نزل : حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم إلى قوله : إليه المصير ، سمعه الوليد يقرؤها فقال : والله لقد سمعت منه كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ، وما يقول هذا بشر ، وهذا يدل أن الإسلام لم ينتشر عن طريق السيف .

الأمر الثاني أن الآيات بدأت ب"ذرني" ، يقول بعض المفسرين كلمة وحيدًا هي حال ، و هذا الحال يتعدّد من يُرجع اليه ، تارة الى الخالق(الله) وتارة على المخلوق(الإنسان) ، الرأي الأول لما ترجع الحال الى الله ، يعني اتركني مع هذا المخلوق المتباهي ، عادة تكون الطبقة الثرية الأكثر صعوبة في التأثير حيث يعيشون حالة من الرخاء و يخافون باهتزاز مكانتهم الإجتماعية .

الرأي الثاني أنه سيحشر وحيدًا و يقولون بأن هذا الرأي يتدخل مع الرأي الأول ، و الإنسان يمتلك الأولاد و الأموال التي لن يأخذ منها شيء ، في الرواية عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: " إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول:والله إني كنت عليك حريصا شحيحا فمالي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك " ، "مَالًا" أي كل ما يتملّكها الإنسان ، و المال الممدود هو أن بعض العرب يقوم بتشغيل بعض الخدم فتزيد أمواله ، الممدود ": يعني في الأصل المبسوط، ويشير إلى كثرة أمواله وحجمها.
وقيل: إن أمواله بلغت حدا من الكثرة بحيث ملك الإبل والخيول والأراضي الشاسعة ما بين مكة والطائف، وقيل إنه يملك ضياع ومزارع دائمة الحصاد وله مائة ألف دينار ذهب.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع