شارك هذا الموضوع

الشيخ حسن القيدوم يوم الثامن من المحرّم لعام 1444هـ/2022م

واصل سماحة الشيخ حسن القيدوم سلسلة مجالسه بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك يوم الثامن من المحرّم الحرام لعام 1444هـ / 2022 م ، وقد أكمل سماحته عن سير المعصومين حيث أن أبناء الأئمة ذكرهم أهل السير ، وذكر أحوالهم ومن الكتب المهمّة في هذا المجال كتاب الإرشاد للشيخ المفيد ، ولا زال الباحثون لا يستغنون عن كتبه ، فهو لم يكن فقيهًا في تخصصٍ واحد ، وكتاب الإرشاد ذكر فيه سيرة أمير المؤمنين و الإمام الحسن و الحسين و مقتله و سيرة الأئمة من أبناء الإمام الحسين ، و يذكر أيضًا في بحثه عن أولاد الأئمة ، ويشرح بعضًا من أحوالهم ، فيذكر عن إيمانهم و عدالتهم و بعض مناقبهم .

القارئ لما يقرأ أولاد الأئمة لم يصلوا الى ما وصلوا اليه من نزاهة و تقوى وورع الا بفضل جهود الأئمة و تربيتهم (ع) ، حيث كانوا يربّون الناس في الخارج و يربّون أبنائهم و بناتهم في الداخل ، حيث حرصوا على هذا التوازن ، وهذه التربية هي هدف الأنبياء و النبي محمّد (ًص) والقرآن . خير الأصول أصولهم و هم أفضل الناس شرفًا و علمًا وهم أهل بت العصمة و الطهارة و النزاهة ، و أفضل الناس في مكارم الأخلاق وكذلك فروعهم أي أبنائهم ، حيث فروعهم خير الفروع .

الإمام الحسن المجتبى (ع) يقول المفيد أن عدد أولاده و بنات خمسة عشر ، على مستوى بنات الإمام الحسن و نأخذها كنموذج السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن وهي زوجة الإمام زين العابدين أم الإمام محمد الباقر (ع) ، وذكرها الصادق (ع) يوما فقال: " كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن امرأة مثلها " ، و لمَا تثبت الروايات أنّ الإمام الصادق مدح شخصًا فهو لا يُحابي ، وهذا اللقب لقبه الله لمريم العذراء أم النبي عيسى ، إمّا أنه صدّفت و آمنت بالله و أنبيائه و رسله على المستوى النظري و العملي ، أو أنّها صدّيقة من كثرة الصدق و لم يخرج من فمها كذبًا .

زيد بن الإمام الحسن كان كثير البر وعزيز النفس ومن أهمّ الأمور التي تولّاها أنه كان يتولّى الصدقات و هي عبارة عن بعض البساتين التي بعضها نُهبت مثل فدك ، ولكن بقية البساتين الصغيرة بقيت لفاطمة الزهراء و أصبح بعض أولاد الإمام الحسن مسؤولًا عنها ثم يحصدها و يوزعها على ورثة أمير المؤمنين (ع) .

ومن أولاده أربعة شاركوا مع الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف الى جانبه ، الأول الحسن بن الإمام الحسن ، حيث يقول عنه المفيد أنه كان فاضلًا ، وكلمة فاضل تعني صاحب مكارم أخلاقية وورع وأيضًا كان متوليًا على صدقات أمير المؤمنين ، ويُعبّر عنه بالحسن المثنّى وهذه دلالة على نزاهة يده و أمانته وقد زوّجه الإمام الحسين ابنته فاطمة حيث قال عنها الحسين أنّها تشبه الزهراء (ع) ، وعندنا أكثر من رواية يرويها الكليني أن الإمام الحسين في كربلاء دفع وصية ظاهرة لابنته فاطمة و أمرها أن تدفع هذا الكتاب الى عليّ بن الحسين ، و قيل أنه فيه ما يحتاجه الناس الى يوم القيامة ، وهذا دليل على عظمة هذه البنت عند أبيها بمستوى من العفاف و النزاهة و التقوى و الأمانة .

نتاج هذا الزواج ، من أولاد الحسن المثنى عبدالله بن الحسن المثنى وهو الراوي لخطبة الزهراء (ع) في مسجد النبي ، و أولاده محمّد و ابراهيم ذهبوا اعدامًا على يد الطاغية أبو جعفر المنصور و قد تألم الإمام الصادق على شهادتهم ، والحسن المثنى قاتل مع أبي عبدالله و جُرح ولم يُقتل حيث أراد الشمر أن يقتله ، لكن أقبل قائد عسكري من جيش عمر بن سعد اسمه أسماء بن خارجة الخزاعي وهو عم عبيدالله بن زياد ورفض قتل ابن اخته ، حيث أمه خولة بنت منظور الخزاري وهما من مثل العشيرة ، حيث له مكانة وترك و أخذ للكوفة و عولج و عاد للمدينة المنوّرة وعاش خمسة و ثلاثون سنة الى أن توفي .

من أبناء الإمام الحسن أيضًا الذين شاركوا مع الإمام الحسن و أصغرهم هو عبدالله و أمه سليل من أهل المدينة وكان عمره يوم كربلاء احدى عشر سنة ، حيث رأى كعب بن بحر يهوي بالسيف على الحسين حيث ضرب الملعون يده ثم سقط على جسم الحسين و صوّبه حرملة فقتله على جسم الحسين ، جيش عمر بن سعيد لم توجد في قلوبهم ذرة رحمة ، كلها قسوة في قبال قلوب رحيمة ، الشهيد الآخر ، الشيخ المفيد قال أن اسمه عمر بن الإمام الحسن و بعض الكتب تقول أن أسمه عبدالله الأكبر ، والبعض يقول أن اسمه و كنيته أبو بكر بن الإمام الحسين ، وأنه مع القاسم شقيقان من الأب و الأم هي جارية اشتراها الإمام الحسن ثم اشتراها الإمام الحسين ونتاج الزواج هما هذان الشابّان ، و يًقال لها رملة و قد قدّمت ولدين .

لا يمكن اليوم أن نبعد الأولاد عن المآتم و المساجد و هذه الفعاليات فهذه مدرسة القاسم و الحسين ، وهذا اليوم الثامن هي رسالة للأجيال حيث لابدّ من حضورهم ولكي تكون المشاركة للجميع .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع