واصل سماحة الشيخ حسن القيدوم سلسلة مجالسه بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك يوم السابع من المحرّم الحرام لعام 1444هـ / 2022 م ، وقد ابتدأ سماحته بحديث عن الإمام السجّاد : " وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة. " ، أهل السير قالوا أن للإمام الحسين (ع) خمسة أخوة استشهدوا يوم عاشوراء ، أكبرهم و أعظمهم منزلة هو العباس بن أمير المؤمنين ، ونؤجل الحديث عنه لنذكر باقي أخوة الإمام الحسين ، وهو حقّ علينا أن نذكر الشهداء خصوصًا اخوته لأنهم أبلوا بلاءً حسنًا ، وكقدوة حسنة وتجسيد عملي لمعنى الأخوة بالنسبة الى الأقارب و الأرحام مع بعضهم البعض .
من أخوته من فاطمة بنت حزام (أم البنين) عبدالله ، وقد ولد بعد العباس بثمان سنين ، و قاتله هو هانئ بن ثبيت الحضرمي ، و الأخ الآخر هو عثمان ، وقد سئل أمير المؤمنين عن سبب تسميته بعثمان فقال نسبة الى الصحابي عثمان بن مضغون حيث كان محبوبًا عند رسول الله و الإمام علي (ع) ، وعاش عثمان مع أبيه أربع سنين وقاتله رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم فسقط على الأرض فأقبل له رجل من بني أبان بن دارم فقتله ، الأخ الثالث هو جعفر ، وهو أصغر من عثمان بسنتين ، و عاش مع أمير المؤمنين سنتين ، وقاتله هانئ بن ثبيت الحضرمي وهو أحد الذين صعدوا على الخيّالة التي رضّت صدر الحسين (ع) ، وهؤلاء الثلاثة : عبدالله و عثمان وجعفر لم يذكر التاريخ أنهم تزوجوا وإنما كانوا في عمر الشباب وقد قدّموا أرواحهم بين يدي الحسين (27 و 24 و 22 سنة على التوالي )
، الأخ الآخر هو محمّد بن ليلى بن مسعود الثقفية ، و لم ينص أحد على عمره ، لكن يبدو أنه كان شابًا صغيرًا ، أكبر اخوان الحسين هو العباس المولود في الرابع من شهر شعبان عام 26 للهجرة وعاش مع أمير المؤمنين أربعة عشر سنة ، وكان متزوجًا من لبابة بنت عبيدالله بن العباس بن عبدالمطلّب و أنجب منها ولدان هو عبيد الله بن العباس و الفضل بن العباس ، ولذلك كان يُكنّى بهذه الكنية ( أبو الفضل ) ، ولعبيد الله أبناء أحدهم حسن و ابنه الفضل حيث له قصائد كثيرة مشهورة ، فلم ينقطع نسل العباس .
من مسؤوليات ووظائف أئمة أهل البيت هي اظهار الحقائق لدى الناس ، حيث كانوا يُظهرون حقائق الدين و تعاليم القرآن و العقيدة الصحيحة التي جاء بها النبي (ص) ، وكانوا يدفعون الإنحرافات في الدين ، و الشخصيات التي قدّمت مالًا أو جهدًا أو روحًا من أجل الإسلام ينبغي أن لا تغيب بما عندها من مال و نفس و أولاد و سعوا الى ابرازها ، الإمام يدعو للورع و التقوى ومن وصل لهذا المستوى فهو عبد صالح و من فضل الله عليه يكون مرافقًا للنبي و آل البيت ، فشخصية أبي الفضل العباس أنه من ضمن الشخصيات الني وصلت لأعلى مراتب الورع و التقوى
التعليقات (0)