واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة السابع من موسم محرمّ لعام 1444 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ علي حميدان ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت القارئ حسن المعلمة ، و تحت عنوان " المؤمن ودوره في بناء المجتمع " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني بحديث عن الإمام الصادق ، نلاحظ أن المجتمع الإسلامي يتجه نحو الموت شيئُا فشيئًا - مع الأسف - لابد أن نبحث عن الإنحراف الذي لحقته بعدما دخلت المفاهيم الداخلية ،من ضمنها مفهوم العمل ، الإسلام دين العمل و النشاط و المثابرة و الحيوية ، " وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39)" .
مصير الأمة يعتمد على عملها ، و مثل ذلك حدث مع المسلمين الأوائل الذين رافقوا النبي (ًص) و الأئمة ، فكانوا حاضرين في شتى أنحاء الجهاد سواء العسكري أو العلمي أو الإقتصادي أو الإجتماعي ، ووجدنا أمة متحركة و لها ثقل كبير في المجتمع بعد مضي الوقت وتسرّب الأفكار الداخلية التي سببها التوسع الجغرافي الإسلامي ، عانى الإسلام من تلك الفتوحات حيث كان له عتبات كبيرة جدًا في الداخل ، حيث أنهم لمّا أرادوا توسعة المناطق الإسلامية يطلبون بذلك الجواري و المال و العبيد و نفوذهم و سلطتهم ، ودخل الكثير من الإسلام إما رغبة أو رهبة ، و أولئك جلبوا معهم عادات وثقافات سائدة و تسرّب بعضها الى المجتمع و حرف موضوع العمل .
من ضمن تلك الأفكار ولعلّه الأكثر الأهمية هي ذلك الحديث المنسوب عن النبي (ص) والذي سنده ضعيف وواهن ، ولا يمكن الإعتماد عليه واعتباره ، " بعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينه " ، حيث بدأ هذا الحديث من باقي المذاهب الى أن وصل إلينا ، و من ضمن المفاهيم التي تعرَضت للانحراف هو انتصار الباطل على الحق ، حيث تعيش الشعوب الإسلامية على هذا التعبير الغير صادق للأسف ، وهذه الفكرة لا تنسجم مع نظرة الإسلام الذي له نظرة تفاؤلية ، فالباطل اذا كان له الإنتصار جولة واحدة فالعاقبة للمتقين ، فللحق صولات و جولات وهذا ما ينبغي أن يعتقده المسلم .
هذه الإنحرافات بدأت من أمة الإرجاع ، فقالوا لا يضر مع الإيمان معصية ، هذه الفكرة تبنّوها بنو أميّة الى ان انتشرت ، و أهل البيت عملوا على ارشاد الناس للجانب الصحيح ويجب علينا أن نسير على خط أهل البيت ، لا يوجد شيء ينقذ الإنسان من دون عمل ، المفهوم الآخر هو مفهوم الزهد و هو من المفاهيم الكبيرة ، و لربما تميّز بها الإسلام عن غيره ، و الزهد هو أن يترك الإنسان شيئًا يوجد في داخله رغبة طبيعية له ، حيث باقي الديانات بها رهبانية ، و لا رهبانية في الإسلام ، وأعطانا صورة أخرى ، أن الإنسان بامكانه أن يتعامل مع كل الأمور الدنيوية عنوانًا إلهيًا يضع فيها القربة لله عز وجل ، و الإفراط في ذلك قام به الصوفية و هو ليس زهدًا إنما ابتعاد عن الحقائق ، الزهد يعلمنا الإيثار ، حينما تتعارض مصلحة الفرد و مصلحة المجتمع ، فنختار مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد
التعليقات (0)