واصل سماحة الشيخ حسن القيدوم سلسلة مجالسه بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك يوم الرابع من المحرّم الحرام لعام 1444هـ / 2022 م ، وقد ابتدأ سماحته بذكر شخصية مسلم بن عقيل و أنها شخصية عظيمة ومن أجل أن نتعرف عليها بالامكان الرجوع الى الكلمة التي قالها العلامة الخوئي " جلالة مسلم وعظمته فوق ما تحويه العبارة " وذكر عدة أمور تدل على عظمته و جلاله ، الأول : هذه الشخصية من بدايات شبابها كانت في الخط الأول للدفاع عن الاسلام ، وينقل السيد من ابن شهراشوب في مناقب آل ابي طالب ان الإمام علي قسم الجيش في معركة صفين ، فجعل على ميمنته الإمام الحسن و الحسين و عبدالله بن جعفر و مسلم بن عقيل ، و في ميسرة الجيش هاشم بن المرقاد و محمد بن الحنفية .
يكشف هذا الأمر حضور مسلم في أشد المعارك عليه (ع) ، وهذه الإرادة تعتمد على مستوى الوعي الذي يملكه مسلم في شبابه و أنه يميّز بين الحق و الباطل ثم أنه يحدد الواجب الشرعي في ذلك الظرف ، ثم ارادته وعزيمته ، وحضوره في صفين لهو دليل أنه في مستوىً عال من الوعي .
لما نتحدث عن مسيرة مسلم بن عقيل في الكوفة نجد أن العمل الذي قام به و يشهد له جميع الفقهاء و العلماء عمل جبار جدا ، و يذكر أهل التاريخ أنه أظهر شجاعة منقطعة النظير في الكوفة ، ويذكر الشيخ ابنشهراشوب ان عبيد الله بن زياد أرسل عمر بن حريث ومحمد بن الأشغث ومعهم سبعين فارسا قابلهم مسلم لوحده و يقول الشيخ أن مسلم قتل واحدا و أربعون رجلا .
الأمر الآخر الذي يذكره السيد الخوئي أن الإمام الحسين أرسل كتابا لأهل الكوفة ذكر فيه "" اختيار الإمام لشخص في علم الرجال يدل على أنه ثقة و الإمام (ع) يقول عنه أنه أخي من الناحية الإيمانية و ابن عمه من جهة النسب ثم يذكر أنه ثقته ، لما نترجم ثقة الإمام الحسين بما يتمتع به مسلم أنه يتمتع بالتخطيط حيث لم يختبئ مسلم ، ابان سلطة النعمان بن بشير و هو أحد الذين أغارهم معاوية على المؤمنين فلا تنخدع بما يقال عنه بالسلم ، لكن كما يقال أن مسلم سقط من يده .
نزل عند المختار الثقفي ثم الى دار هانئ وجعل بينه وبين الناس وعامة أهل الكوفة وكلاء منهم مسلم بن عوسجة و أبو ثمامة الصائبي وهما من شهداء كربلاء مع الحسين (ع) وهذا يدل على معرفته بالرجال . لما اعتقل هانئ بن عروة استطاع أن يجمع في لحظة أربعة آلاف رجلا و حيث بايعه ثمانية عشر الفا ، و جعل عليهم قادة منهم عبيدالله بن عمر بن عزيز الكندي على الخيالة و على الرجالة مسلم بن عوسجة على عشيرة مدحج و أسد و جعل أبوثمامة الصائبي على ربع تميم و همدان و جعل على ربع المدينة العباس بن جعدة الجدلي . وهؤلاء لم يخذلوا مسلم كسائر الجيش .
الأمر الثالث ينقل السيد الخوئي عن الشيخ الصدوق أنه عندما سأله الإمام علي أتحب عقيلاً"؟ قال: " أي واللّه إني لأحبّه حبين: حبّاً لرسول اللّه، وحبّاً لحبّ أبي طالب له، وإنّ ولده لمقتول في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقرّبون، ثُمّ بكى رسول اللّه حتّى جرت دموعه على صدره، وقال: إلى اللّه أشكو ما تلقى عترتي بعدي". حيث قتل مسلم لأنه كان مع الحسين و محبا له و مساعدًا له
التعليقات (0)