شارك هذا الموضوع

الكراني ليلة الرابع من شهر محرّم الحرام لعام 1444هـ/2022م

واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الرابع من موسم محرمّ لعام 1444 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ محمود المحروق ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت القارئ سيد هادي شرف ، و تحت عنوان " مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني مجلسه بالآية المباركة من سورة لقمان " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) "


للقرآن مناهج متعددة ، من ضمنها تعبئة المجتمع لمواجهة الإنحرافات التي يواجهها ، كل مجتمع به جرائم و انحرافات ، فكرية أو إجتماعية ، وهذه الإنحرافات و الجرائم يجب أن لا يُسمح لها بالتفشي في المجتمع و الا أدت لزعزعته ، نقرّب ذلك بالوباء المرضي ، حيث تعمل الجهات المعنية باستنفار طاقاتها للحد من هذا الوباء الى أن يزول ، وهكذا يتعامل الموجّه الرباني مع المنحرفات وربما بجهد أكبر .

وكذلك مرض الخلق في المجتمع فإنه اذا بدأ في الإنتشار لا شيء يعمل على الحد منه الا اذا تظافرت الجهود ، ويجب أن يكون عملنا ابتداء على تربية الفرد في الأسرة الى أن يصبح المجتمع سليمًا و حيويًا ، الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر له حيثيات وشروط ، هناك حالات متعددة و شروط قد تختلف من حالة لأخرى ، لمّا نفتش عن هذا الموضوع نجد اختلافًا بين المذاهب الاسلامية وذلك ناشئ من فهم الدليل .

الاختلاف في الاراء و القضايا التاريخية لا يعني ذلك أن العالم وقف عند رأيه الشخصي وانما وقف على ما وصل اليه من دلائل و براهين وقرائن استند اليها وبناء على مقدّمات توصّل من خلالها الى هذه النتيجة ، وعالم آخر لربما استعمل أدوات مختلفة أدت الى هذا الإختلاف ، وهذا الإختلاف يوجد حيوية في الدنيا وهذا يميّز مدرسة أهل البيت بأنهم أتباع الدليل ، ويجب علينا التمسّك بخط المرجعية و التوحّد ، ولا يسقط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتلك الشروط فإن لم يكن بلسانك فبقلبك .

المسألة الثانية هي عندما تتعلّق القضية بالمجتمع مثل الشذوذ ، حيث تعمل قوة المال و السلطة على بث تلك السموم و ترويجها بشعاراتها وألوانها ، ثم تنجرّ الأمور خلفه شيئًا فشيئًا ، الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ينقسم الى قسمين ، الاول قضية جزئية و الثاني قضية كلية ، الأول أن تكون قضية فردية في المجتمع كرجل يتهاون في الصلاة أو يشرب الخمر أو يمارس الرذيلة في نفسه ولا يتعدّى لغيره وله شروط و ضوابط ، الشرط الأول : أن من يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر يجب أن يعرف ما يقوم به هو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، الشرط الثاني : أن يُحرز تأثير ما يعمل به و يؤدي الى نتيجة جيدة و مضمونة ، و الشرط الثالث أن لا يتعرّض الى الخطر و الإعتداء .

و ختم سماحته موضوعه بحوار مسلم بن عقيل صاحب هذه الليلة مع ابن زياد التي ينقلها المفيد ، حيث قال : إيه يا ابن عقيل، أتيت الناس وهم جميع فشتت بينهم، وفرقت كلمتهم، وحملت بعضهم على بعض.قال: كلا، لست لذلك أتيت، ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم وسفك دماءهم، وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر، فأتيناه لنأمر بالعدل، وندعو إلى حكم الكتاب.
فقال له ابن زياد: وما أنت وذاك يا فاسق؟ لم لم تعمل فيهم بذاك إذ أنت بالمدينة تشرب الخمر؟
قال: أنا أشرب الخمر؟! أم والله إن الله ليعلم أنك تعلم أنك غير صادق، وأنك قد قلت بغير علم، وأني لست كما ذكرت، وأنك أحق بشرب الخمر مني، وأولى بها من يلغ في دماء المسلمين ولغا، فيقتل النفس التي حرم الله قتلها، ويسفك الدم الحرام على الغصب والعداوة وسوء الظن، وهو يلهو ويلعب كأن لم يصنع شيئا. فقال له ابن زياد: يا فاسق، إن نفسك تمنيك ما حال الله دونه، ولم يرك الله له أهلا. فقال مسلم: فمن أهله إذا لم نكن نحن أهله؟!








التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع