شارك هذا الموضوع

الكراني ليلة الثالث من شهر محرّم الحرام لعام 1444هـ/2022م

واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الثالث من موسم محرمّ لعام 1444 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ يوسف حمادي ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت الرادود حسين أحمد ، و تحت عنوان " الكعبة رمز لوحدة المسلمين " استهلّ سماحة السيد عدنان الكرّاني مجلسه بالآية المباركة من سورة البقرة " وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (143) "

هذه الآية تبيّن أنه لله سبحانه وتعالى عباد منتقون ، أولئك قد وصلوا الى المرتبة السامية على أثر ارتباطهم برسول الله ، و صاروا من تلك المرتبة ، انطلاقًا منها يستلمون الفيض ويوصلونها من العالي الى الداني ، اذا أردنا أن نبحث عن المصداق الأكبر ، فاننا لن نجد أحد ينطبق عليه هذا الأمر الا أئمتنا المعصومين (ع) حيث أصبحوا شهداء على الناس وحجة عليهم .المراد من كلمة الوسط هو الكون بين إفراط اليهود و تفريط النصارى ، فلا يتبادر الى أذهان البعض أن الصورة الوسط هم عامة المسلمين ، وانما مصداقها كما بينها العلًامة السيد هاشم البحراني في تقسيره البرهان " نحن الأمة الوسطى " ، عنه (ص) : " قال: نحن الأمة الوسطى ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه،"

اليوم في صدد التحدّص عن تغيير قبلة المسلمين ، هانك ثلاث آيات تشكل محور هذه العملية ، النبي صلّى بامر الله باتجاه البيت المقدس بعد البعثة بمقدار ثلاثة عشرسنة ، وحينما انتقل من مكة الى المدينة استقر بالثبات على مثل الوضع ، قد يقول البعض عند ما كان النبي في غار حراء ربما كان يتجه ناحية الكعبة ولكن هذا لا يعني انه قد توجه في صلاته ناحية بيت المقدس، ولكن كما ينقل المؤرخين أن رسول الله (ص) حينما جاء إلى المدينة المنورة استمرّ في الصلاة بين 7 أشهر إلى 17 شهر وبعد ذلك جاء الأمر من الله تعالى بأمر قاطع بالتوجه من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة .

هذه المسألة نقلها الشيخ الصدوق في كتابه من لا يحضره الفقيه ((لما صلى من الظهر ركعتين جاءه جبرئيل عليه السلام فقال له:" قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ" ثم أخذ بيد النبي صلى الله عليه وآله فحول وجهه إلى الكعبة وحول من خلفه وجوههم حتى قام الرجال مقام النساء والنساء مقام الرجال فكان أول صلاته إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة، وبلغ الخبر مسجدا بالمدينة وقد صلى أهله من العصر ركعتين فحولوا نحو الكعبة، فكانت أول صلاتهم إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة.

قد يسأل البعض إذا جئنا إلى منطقة الشام وكان التوجه إلى الكعبة المشرفة أو بيت المقدس يكون على خط واحد وكذلك يكون إذا جئنا إلى جهة بلاد اليمن ، ولكن في النقطة التي نزلت فيها مسألة تغيير القبلة كانت الزاوية بمقدار 180 درجة أي زاوية معاكسة ، ومعنى ذلك ان الامام سيكون مأموما والمأمومين سيكونون إمامًا ، أصبح الأمر حينما نزل جبرائيل مسك بيد رسول الله فحول وجهه من الإتجاه إلى بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة وحينما فعل هذا الفعل تحرّك من كانوا معه كذلك فجاء النساء مكان الرجال مكان النساء وجاء رجال مكان النساء ، هذه الحركة تدل على أنهم استدبروا ما كانوا يستقبلونه .

يقول العلماء حينما انتقل رسول الله (ص) كان ذلك بأمر من الله عز وجل وكان في طريق طاعته ولكن هناك شرط حينما يكون هذا التحرك لا يكون المصلي تاليُا لأي ذكر أو لسورة ، إن العمل والإتجاه ناحية بيت المقدس كان الغرض منه تقريب الدين السابق والدين الجديد ولكن بسبب تنامي قوة المسلمين الذي جعل الرعب يدب في أوساط اليهود الذين كانوا يقطنون المدينة المنورة ، ذلك لأنهم رأوا قوة الإسلام بشكل مطرد والجدول البياني يشير إلى ان الإسلام سوف يعم أرجاء شبه الجزيرة في أقرب وقت وفي نفس الوقت يقل نفوذ اليهود وجبروتهم هذا الأمر حرك شيئا في أحبارهم وبدأوا في أتخاذ إجراءات الأذية في تعاملهم مع رسول الله

وكما ينقل العلامة طبرسي في مجمع البيان أولئك قد تعرضوا للمسلمين في عقائدهم وفي دينهم فجاؤوا يخاطبونهم ويكون هذا الخطاب بعض الأحيان لرسول الله والمسلمين وتارة يستفردون بالمسلمين .


التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع