شارك هذا الموضوع

الشيخ حسن القيدوم يوم الحادي من المحرّم لعام 1444هـ/2022م

ابتدأ سماحة الشيخ حسن القيدوم سلسلة مجالسه بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، وذلك يوم الحادي من المحرّم الحرام لعام 1444هـ / 2022 م ، وقد ابتدأ سماحته بالآية المباركة من سورة آل عمران "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) " الآية الكريمة تتحدث عن الشهداء ، ونحن في صدد هذا الشهر الذي يصادف فيه استشهاد الإمام الحسين (ع) ، بما تميّز به أنه سيّد الشهداء ، الشيخ جعفر القمي صاحب كتاب كامل الزيارات ، حيث عقد بابًا عنوانه ما روي عن الحسين بأنه سيد الشهداء ، ولدينا روايات من الأئمة (عليهم السلام) يذكرون هذا اللقب له (ع) ، و لا بأس أن نعطّر المجلس بأحاديث أهل البيت

نذكر منها حديثين ، الأول عن حنان بن سدير الصيرفي ، عن الإمام الصادق ، قال " زوروا قبر الحسين ولا تجفوه، فإنه سيد شباب أهل الجنة من الخلق، وسيد شباب الشهداء " . أي أن شهادة الحسين ليست شهادة عادية ، وهو سيّد الشهداء . رواية أخرى عن أم سعيد الأحمسية وهي من الرواة التي روت عن الإمام الصادق (ع) وفي تاريخ أئمة أهل البيت توجد صحابيات للنبي و الأئمة حفظن و نشرن أحاديث أهل البيت كما يوجد رجال أصحاب و حفظوا أحاديثهم عليهم السلام ، و كانوا يُرغبون الأولاد و البنات على الحفظ و التعليم ، كي يكون المجتمع مجتمعًا واعيًا ، فلا ينهض مجتمعٌ بالجهل .

عن أم سعيد الأحمسية، قالت : دخلت المدينة فاكتريت البغل أو البغلة لادور عليه قبور الشهداء، قالت: قلت: ما أحد أحق أن أبدأ به من جعفر بن محمد (ع)، قالت: فدخلت عليه فأبطأت، فصاح بي المكاري: حبستينا عافاك الله، فقال لي أبو عبد الله: كأن انسانا يستعجلك يا أم سعيد، قلت: نعم جعلت فداك اني اكتريت بغلا لادور عليه قبور الشهداء فقلت: ما أتى أحدا أحق من جعفر بن محمد (ع)، قالت: فقال: يا أم سعيد فما يمنعك من أن تأتي قبر سيد الشهداء.، قالت: فطمعت ان يدلني على قبر علي بن أبي طالب (ع)، فقلت: بأبي أنت وأمي ومن سيد الشهداء، قال: الحسين بن فاطمة (ع) يا ام سعيد، من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة وعمرة مبرورة، وكان له من الفضل هكذا وهكذا .

هناك أكثر من رواية تنقل لنا أن حمزة بن عبد المطلب لُقّب بسيد الشهداء ، و يجمع العلماء ذلك في القول أن حمزة هو سيد الشهداء في تلك الحقبة ، أمّا الحسين (ع) فهو سيّد الشهداء على الإطلاق وليس ذلك محصورًا لزمان أو آخر ، ولذلك الآية المباركة التي تقدّمنا بها ترتبط بالإمام الحسين و الحسين مرتبط بها ، و ما من كتاب ألفه كاتب عن الإمام الحسين (ع) إلا وقدّم تلك الآية . حيث أنّ الإمام الحسين هو سيّد الشهداء وله ارتباط وثيق بها .

الأمر الآخر الله عز وجلّ لما خلق الإنسان أرادَ له الحياة ، ولا يحقّ لأحدٍ أن يسلب الحياة من أحد ، و دساتير العالم اليوم - وان لم يُعمل بها - تكفل حق الحياة ، الإنسان هو أشرف و سيّد المخلوقات و سخّر له االله كل الوجود من سماء و أرض وحيوان و نبات " ولقد كرّمنا " ، من جانب آخر ، الإسلام منح الإجازة لسفك الدم ولكن في سبيل الله . سبيل الله كما يذكر علماء التفسير هو دين الله أي يُقتل من أجل إحياء دين الله و نصرته و إقامة العدل و رفض الظلم .

الإمام الحسين لم يكن شخصًا عاديًا وكذلك أصحابه ، كانت دماؤهم غالية و عزيزة ، ولم يكن هينًا أيضًا على النبي في تقديم الحمزة و جعفر ومصعب بن عمير ، فلو اتيحت الفرصىة لرسول الله ألّا يُريق دمًا مع وصول الدين للعقول لما فعل النبي ، لم يعبث (ص) بالدماء كما لم يفعل علي (ع) حيث استشهاد عمّار بن ياسر و زيد بن صوحان و هاشم المرقال و غيرهما ، وهكذا الفقهاء في بعض المحطّات التاريخية بفتوى الجهاد و وجوب الدفاع . حيث حصل التزاحم بين المهم و الأهم ، فالدين أهم من وجود الحمزة و جعفر ، و بقاء الدين أعظم و أهم كذلك في الإمام الحسين (ع) ، و الأئمة (ع) حملوا تلك الرسالة الى الأجيال اللاحقة الى أن وصل إلينا .



التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع