ابتدأ سماحة السيد عدنان الكراني سلسلة مجالسه الحسينية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثلاثين من شهر ذي الحجة استعدادًا لموسم محرمّ لعام 1444 هـ ، و ابتدأ سماحته بالآيات المباركة من سورة فاطر " وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ " ، الإنسان و طبيعته المادية نتيجة لقاء من أب و ام وهي الأسباب الطبيعية ، لكنّ السبب الأساس هو الله عز وجل و هو علة العلل ومسبب الأسباب ، و الدليل على ذلك أن هذه المسببات قد تجتمع لكن دون أن يقع المُسبب.
في القرآن الكريم و المدقق للآية يجد أن الله استعمل مع العبد لفظة الفعل الخاضع لظروف الزمان و المكان ، ولكن الله يستعمل المصدر الذي لا يخضع لتصريفات الزمان ، من سورة الواقعة " أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ (58) أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)" ، " أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)" ، " أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69)" . يجب أن يكون عمل الإنسان عملًا متقنًا و ممنهجًا فيأخذ بالأسباب .
الدرس من هذه السلسلة ، الله عز وجل أراد أن يربي الإنسان من خلال هذه السلسلة العملية الطويلة وهي إزالة الغطرسة و التكبّر عنه ، فلا يحس الإنسان بالقبلية و العقلية و يتعامل مع الناس بنظرة دونية ، فأول الإنسان نطفة و آخره جيبفة تُترك . هذه الأرض التي خُلق منها الإنسان سيرجع لها ثم يخرج منها و يحاسب . أيضًا من الدروس أنك قد نشات و تربيت في هذا العالم ثم سيرجعك الله للتراب الذي نشأت منه فلا يعجزه سبحانه و تعالى أن يخرجك من قبرك الى حسابك مباشرةً .
التعليقات (0)