اختتم سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وذلك في ليلة الثلاثين من شهر رمضان لعام 1443 هـ ، وتحت عنوان " يا سريع الرضا " ، إبتدأ سماحته بمقدمة عن هذه الفقرة من دعاء كميل بن زياد الذي تكفّل بكتابته عن أمير المؤمنين ، و يسمى بدعاء الخضر في مصباح المتهجّد ، الرواية التي ينقلها الشيخ طاووس في (الإقبال) أنه ورد في ليلة النصف من شعبان ( وهذا من أسباب استحباب قراءته في هذه الليلة ) ، و قد وجد كميل بن زياد أمير المؤمنين ساجدًا ويبكي ، و يدعو بهذا الدعاء ، فأملاه أمير المؤمنين و كتبه كميل
يسأل الشيخ الطباطبائي عن أفضل الأدعية فقال انه دعاء كميل ، و قال بأن هذه الفقرة و العبارة التي ابتدأنا بها من أفضل العبارات التي يتفاعل منها ، فنريد أن نشرف على تلك العبارة ، ودعاء كميل مذيل في الرواية بقراءته ليلة الجمعة وليس ذلك من رؤى الطائفة الشيعية كما جرت في بعض الأدعية مثل دعاء التوسل ، و دعاء كميل من الأدعية التي تمثل شعار من شعارات أهل البيت ، ( يا سريع الرضا ) ، يقول السيد عبدالأعلى السيبزراوي : الرضا: ضد السخط والكراهة، وهو تعالى سريع الرضا، لأ نّه يرضى من عباده باليسير، ويعفو عنهم الكثير، ويعطيهم الجزيل والخطير ، وليلة العيد من الليالي التي فيها قبول التوبة و المغفرة و العفو و الفضائل التي يعطيها الله عز وجل بقدر ما نزل في شهر رمضان ، هدايا رب العالمين فيها ألطاف و رحمات و رضوان و زلفى وقرب من الله تعالى .
البعض يستشكل في تضارب أن الله ( سريع الرضا ) ، و ( سريع العقاب و الحساب ) ، الشيخ جعفر السبحاني يقول أن سريع العقاب بمن أراد أن ينال من أولياء الله ، فالله أسرع في حماية عبده و أن ينتقم لعبده المؤمن ، و سريع الرضا لمن فتح قلبه لله ، في الرواية :" أوحى الله عز وجل إلى داود النبي عليه السلام يا داود ان عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحيى مني عند ذكره غفرت له وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين. " ، فهذه الدنيا فرصة ، فلتحلل ذمتك و رقبتك من مظالم العباد و رحمة الله واسعة .
عن أبا جعفر (ع) يقول:" إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته ومزاده في ليلة ظلماء، فوجدها فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها " ، ورواية أخرى " إن الحسن البصري قال: ليس العجب ممن هلك كيف هلك؟ وإنما العجب ممن نجا كيف نجا، فقال عليه السلام: أنا أقول: ليس العجب ممن نجا كيف نجا وأما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله " . عن الإمام الكاظم (ع): " ما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتودد إلى من يؤذيه بأوليائه، فكيف بمن يؤذى فيه، وما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب على من يعاديه، فكيف بمن يترضاه ويختار "
قال أمير المؤمنين (ع): " الله رحيم بعباده. ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم. فبها يتراحم الناس، وترحم الوالدة ولدها، وتحنن الأمهات من الحيوانات على أولادها، فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلى تسع وتسعين رحمة، فيرحم بها أمة محمد (ص) ."
التعليقات (0)