واصل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وذلك في ليلة الثامن و العشرين من شهر رمضان لعام 1443 هـ ، وتحت عنوان " الرُّهاب الإجتماعي " ، إبتدأ سماحته بمقدمة عن الرُّهاب ، وهو من الرهبة وتكوين صورة قادمة مخيفة عن الناس و المجتمع ، هذا الانسان يشكل له صورة بان الناس أعداء ، والمجتمع هو مجتمع مخيف لا يمكن العيش معه ، و يقول عنه علم النفس أنه اضطراب القلق الإجتماعي . اي اضطرابات بدنية و نفسية ويخاف من لقاء الناس ،
نصنف هذا المرض انه ليس وراثيا بل اكتسابيا خلال ظروف ضاغطة تقع على هذا الولد أو البنت ، وعلى البنت بنسبة أكبر ، حيث أن مكونات البنت أقرب للإضطراب و الرهاب الإجتماعي ، و هناك الفرص الكبيرة للولد لاختفاء ذلك الأمر ، وعادة ما يكون التعامل معه سهلًا في البداية و علاجه سريعًا ، لكنه اذا استفحل يفشل في حياته العملية و الزوجية .
هناك مؤشرًا قادنا للحديث حول هذا الموضوع ، منها ارتفاع نسبة الارهاب و التنمر الإجتماعي فيفشل الطفل و الشاب في اعداد الأصدقاء ، و له تداعيات خطرة على البدن ، كالهزال و الشيخوخة المبكرة وتكون بشرته يابسة بسبب التفكير و التوتر ، ويودي بحياته المستقبلية من الإنزواء و الإنطواء و تغير اللون ويعيش الفشل في حياته ألنظرة السوداء عن المجتمع ، فيجب أن يتعاون المجتمع فالحل مجتمعي أكثر من كونه فردي ،
وله أسباب منها التربية ، تربية الأب و الأم من جهة عدم السماح للاين بالسؤال ومن طبيعة جميع الأطفال كثرة السؤال ، فيجب أن تنمي فيه رغبة الأسئلة و المعرفة ، لكن من ردات الفعل الخاطئة قمع الطفع و يكون السؤال بمثابة الذنب يستوجب الردّ القاسي ، فيتبع ذلك عدم السؤال في المدرسة و في المجتمع ، هذه التعليقات تشكل له صورة سوداء امام السؤال فيتعلّم عدم الكلام ، السبب الثاني التربوي ، ويكون في الأكثر عند الأمهات ، عند الإهتمام بمظاهر الجمال عند البنات ،تكون صورة سلبية أن الناس أشرارًا لهذه البنت وسيسخرون من الولد أو البنت ولا خير في الناس . فيجب القول بأن الناس ستمدح و تشجع وتحب أكثر من قول ان الانس ستضرب و تعتدي ولا يمن التعايش معهم .
كذلك موضوع أصحاب الإحتياجات الخاصة ، حيس يحس البعض بنقص في بدنه و أن الناس ستنظر اليه نظرة ناقصة ، لأن أساس الموضوع المجتمع و مدى تقبله ، البعض لا يتحمّل نظرات المجتمع . فالنقص في العقل أشد من النقص في البدن . يجب أن نعرف أن الكل يعاني من النقص ، مجرد تغير في نوع النقص ، خلقي أو عقائدي ، والا فلا ريب في وجود النقص . هناك فرق بين الحياء و الرهاب ، الحياء حالة فرح و سرور ليس فيها آلام ، وتكون الحالة الداخلية مختلفة عن الحالة الخارجية بسبب الحياء ويزول فلا يوجد مرض باسم الحياء وان كان زائدًا الا ما ندر ، لكن الرهاب يصحبه ألم ومعاناة , من أعراض حالة الرهاب الإنظواء و عدم الرغوب في الخروج من البيت و يضطرب جسمه عند قدوم أحد اليه . والعلاج مجتمعي أكثر منه تربويًا وعلى المجتمع التفهم في التعزيز و التحبيب ، فيغير بذلك وجهة نظره للمجتمع من خلال اشراكه في اللجان المجتمعية ، حيث يغير قناعته في المجتمع و يألف مع الناس و يحبهم .
التعليقات (0)