واصل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وذلك في ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان لعام 1443 هـ ، وتحت عنوان " الحسين بن روح و الشلمغاني " ، إبتدأ سماحته بمقدمة ، شخصيتان عاشتا في زمن الغيبة الصغرى و هو عصر خطر ومهم جدًا وحقبة لو حدث فيها أي خطأ لأنعكس ذلك على عالم التشيع في الغيبة الكبرى ، و حكمة المعصوم أوجدت منهجية حافظت على استقرار أوضاع الغيبة الصغرى ، حيث هناك ارهاصات لولادة غيبية كبرى ،
كانت عقيدة التشيعة مهددة أن تنحل في الغيبة الصغرى ، فيراد لذلك التهيأة ، خصوصًا في قرارات الإمام الصادرة منه ، طبيعة الغيبة الصغرة اختلف في زمانها ، البعض قال انها 73 سنة او 69 سنة ، و البعض قال أنه لا يمكن تحديدها لكن قالوا بانها فترة السفراء الأربعة وكفى ، الامام العسكري اعلن كلمته " الا انكم ات ترونه بعد يومكم هذا " ومن هنا بدأت الغيبة الصغرى ، عثمان بن سعيد العمري ، ثم الحسين بن روح ثم السمري يتواصلون بالكتب و الأسئلة .فأصبحت منهجية محكمة كي لا يتعدد مدعو السفارة ، المنهج الأول : يصدر بيان من امام معصوم باسم السفير . وقد وصلت درجة اطاعة السفير الى درجة اطاعة المعصوم .
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته وقلت:من اعامل أو عمن آخذ، وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما ادى إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون، وأخبرني أبوعلي أنه سأل ابا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعمها فإنهما الثقتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.
خرج التوقيع إلى أبي الحسن السمري: يا علي بن محمد السمري اسمع! أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر .
المنهجية الثانية : كان متعارفا أنه كل سفير يوصي أثناء احتضاره بالسفير الذي سيأتي من بعده ، وقد أوصى محمد بن عثمان في آخر أيام حياته، بالرجوع إلى الحسين بن روح، بأمر الإمام صاحب العصر ، لا توجد مشاهدات بالأحلام و الطلاسم بل بالمعاجز ، حتى لا يأتي أحد و يدعي السفارة ، وناتي بالشلمغاني كمثالا ، لأنه من أعمق و أقوى الشخصيات التي ادعت السفارة في ذلك الزمن ، و قد امتلأت بيوتات الشيعة من كتبه في الدفاع عن التشيع ، وهو محمد بن علي بن أبي العَزاقِر ، رجل كبير ووكيل عن الامام العسكري و وكيلان عن السفيرين.
لكن القضية ليست بكثرة العلم وحسب ، بل جهاد النفس ان انجرفت النفس الى حب الدنيا .وما ان اطلع ابن روح على انحرافه عن طريق ام كلثوم قاطعه و صدر بيان شديد اللهجة من الامام (عج) بمقاطعته و لعنه ، وما نستفيده أنه لا مجال لاتباع اي سفير مهما بلغ علمه . حيث ليس هناك تساهل مع من هم أقل منه في زمننا هذا ، لا حوار ولا نقاش و لا ديموقراطية في ذلك الأمر فللنقاش دوائر أخرى و يتحمل المسؤولية كاملة من يفتح لهم المجال فهؤلاء ضالون ، لنذكر أنفسنا بالعهد و الميثاق بيننا وبين الإمام عليه السلام .
التعليقات (0)