شارك هذا الموضوع

السيد ميثم المحافظة ليلة العشرين من شهر رمضان لعام 1443 هـ

واصل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وذلك في ليلة العشرين من شهر رمضان لعام 1443 هـ ، الليلة التي تصادف ذكرى وصية الإمام علي بن أبي طالب (ع) لأبناءه ، وتحت عنوان " لكل نبي وصي - 2 " ، إبتدأ سماحته بمقدمة ، الرسول (ص) أوصى عليًا من بعده ، واكمالًا لحديث الأمس حيث حاول العلماء طعن الروايات باستعمال منهجية دنيئة في رد كل رواية في فضله (ع) ، وعلي هو ميزان التضعيف ، وكل ذلك محاولة لحرف البوصلة عن اتجاهها الصحيح .

علي بن أبي طالب هو الوصي من بعد رسول الله (ص ) وقد روّجوا أن ذلك من بدع الشيعة و الرافضة ، و بث ذلك في الأجيال ، بل رفض سماع و قراءة كل ما جاء من عند الرافضة ورفض الوصاية ككل من رسول الله ، الإشكال الأول : قالوا أن رسول الله لم يوص ، ومن كتاب الله في سورة البقرة " كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) " يقول أبو جرير الطبري أي فُرض عليكم أن توصوا ، ولذلك يستحب استحبابًا كبيرًا كتابة الوصية ،

و البخاري ينقل هذه الرواية عن رسول الله (ص) " ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه؛ يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده " فعلى المؤمن المسلم كتابة وصيته ، صار واجبًا أن أبو بكر يوصي على الخليفة الثانية وتجنيب الأمة الفتنة ، فلا يمكن التصديق من النصوص المتواترة أن النبي لم يوصي ، مواقف الرسول و تاريخه و الأشعار التي أنشدت في وصايته للإمام علي وهي من كتب المسلمين و ليست من تأليف الشيعة كما يدّعون .

عن الخوارزمي كذلك " علي ولي الله " مكتوب على جناح جبرائيل وفي حديث أنه مكتوب على أحد جناحي جبرئيل: " لا إله إلا الله علي الوصي " وعلى الآخر: " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فقد جاء اسم علي عليه السلام موصوفا بالوصاية بعد اسم الله تعالى.

أيضًا حديث يوم الدار، من الأحاديث الدالة على خلافة علي بن أبي طالب بعد النبي (ص)، وقد رواه الشيعة والسنة. عندما أمر الله نبيه (ص) بإعلان دعوته لعشيرته الأقربين، جمع رسول الله أقرباءه من بني عبدالمطلب و أمر علياً أن يصنع لهم طعاماً و شراباً، وبعد ذلك عرض عليهم الإسلام ونصب علياً وصياً وخليفة عليهم من بعده.

اذن روايات العامة تشهد لعلي بالوصاية ، و حتى الكتب اللغة العربية تشهد له بذلك و لا علاقة لها بالطائفة الشيعية ، لسان العرب و تاج العروس و ابن منظور لما يصلوا الى الوصي قالوا أنه علي بن أبي طالب ، وهذه معاجم لغة ، فلا صحة لتأطير ذلك بإطار مذهبي ، وعن الإمام الشافعي " قالوا ترفضتَ قلت كلا * * * ما الرفض ديني ولا اعتقادي ، لكن توليتُ دون شكٍّ * * * خير إمام وخير هادي ، إن كان حبُّ الوصي رفضاً * * * فانّني أرفض العباد

ما من مصلحة لإبعاد هذه الأمور عن المسلمبن واخفاؤها أبعث الضغائن ولولاها لجنبنا الأمة سفك الدماء و ليس الأمس ببعيد من سفك الدماء في الصلاة و في ليالي القدر . وكل ذلك بسبب اخفاء تلك الحقائق وتسبيب الفرق بين المسلمين .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع