واصل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثاني عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1443 هـ ، وكما جرت العادة من سماحته ، أن يخصص ليلة للحوار الفقهي المفتوح ، ليستقبل بذلك أسئلة المؤمنين و يجيب عليها ، وقد ابتدأ سماحته بحديث عن رسول الله (ص) " أف لكل مسلم لا يجعل في كل جمعة يوما ينفقه فيه أمر دينه، ويسأل عن دينه " النبي المصطفى ومن خلال حديثه يريد أن يقول كل جمعة أي كل اسبوع يسأل فيه عن دينه ، وتتجلى لنا حقائق أربع في غاية الأهمية .
الأولى من لوازم الشخصية الإيمانية ، أن تكون شخصية متفقهة في الدين محيطة بالأحكام ، ملمة بالتفقه بمعنييه العام و الخاص ، أما الخاص فمعرفة الحلال و الحرام ، و أما العام فاحاطتها بالرؤية الكونية و الفلسفية والعقدية لمفهوم الدين و ضوابطه ، النقطة الثانية يؤكد النبي أن التفقه في الدين مسألة بنائية تنموية مستمرة لا تتوقف عند حدٍ ما . النقطة الثالثة التي من الممكن أن تستلهم من النص المبارك أن السؤال عن الدين هو مفتاح الفقه ، عنه ( ص ) " العلم خزائن ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع والسامع والمحب لهم " ، النقطة الرابعة : يسأل عن دينه أي يسأل أهل الإختصاص وهذه اشارة الى عنصر الربط بين الأمة و العلماء و الفقهاء ، فلابد للأمة للعلماء و حاجتهم ماسة للعلماء الذين يمثلون الحصانة المنيعة للدين و العقيدة . وهي عملية تحفيز من قبل النبي للأمة أن يتواصلوا مع الفقهاء و العلماء .
التعليقات (0)