أهل البيت (عليهم السلام) عنوان مضيء في حياة الإنسانية، وعنوان شامخ في حركة التاريخ والمسيرة الإسلامية، نطق به الوحي الإلهي، ونطق به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولهج بذكره المسلمون من جميع المذاهب، وهم أعلام الهدى وقدوة المتقين، وهم مأوى أفئدة المسلمين من جميع أقطار الأرض، عرفوا بالعلم والحكمة والإخلاص والوفاء والصدق والحلم، وسائر صفات الكمال في الشخصية الإسلامية، فكانوا قدوة للمسلمين، وروّاد الحركة الإصلاحية والتغيرية في المسيرة الإسلامية.
وأهل البيت (عليهم السلام) هم المنقذ والمنجي الوحيد للإنسانية في الدنيا والآخرة، كما وصفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق)(1).
وهم أمان للإنسانية وللأمة الإسلامية، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس)(2).
ووصفهم أمير المؤمنين (عليه السلام): (هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه، وهم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام؛ بهم عاد الحقّ إلى نصابه... عقلوا الدين عقل وعاية لا عقل سماع ورواية)(3).
وهم الميزان والمعيار لتقييم وتقويم الأشخاص والوجودات والمواقف، ومعرفة مدى قربهم وبعدهم عن المنهج الإلهي في الحياة.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (نحن النمرقة الوسطى، بها يلحق التالي، واليها يرجع الغالي)(4).
ودور أهل البيت (عليهم السلام) في الحياة الإنسانية هو دور القدوة والحجّة، وكل الأدوار الباقية متفرعة عن هذا الدور، ودور القدوة والحجّة هو دور الوصل بين السماء والأرض، والوصل بين الله تعالى والإنسان، فهم (عليهم السلام) حجج الله على العباد إلى يوم القيامة، وإنّ الواجب على المسلمين هو الإقتداء بهم في جميع مقومات الشخصية الإنسانية وهي: الفكر والعاطفة والسلوك، وفي جميع مجالات الحياة العملية، وهم سفن النجاة في الدنيا وفي الآخرة لمن اقتدى بهم، بعد إيمانه بإمامتهم وقيادتهم للإنسانية جمعاء.
والإقتداء بهم يستلزم ربط الناس بهم فكرياً وعاطفياً وسلوكياً قبل كل شيء، والذي يتوقف منطقياً على إحياء ذكرهم، وقد وردت روايات متظافرة ومتواترة على أهمية هذا الإحياء، وكما ورد عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنّه قال:(اتقوا الله وكونوا أخـوة بررة متحابّين في الله متواصلين متواضعين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا)(5).
وأفضل مواسم الإحياء المكثفة هي مواسم عاشوراء وصفر، وإن كان المطلوب هو إحياء ذكرهم في كل وقت، ولكن لعاشوراء وصفر ظروفاً خاصة تشعر الإنسان والمجتمع الموالي بأنه يعيش الإحياء المندك بكل كيانه وأعماق نفسه.
ولعاشوراء أهمية استثنائية وللإمام الحسين (عليه السلام) أهمية استثنائية لان دمه الزكي أبقى للإسلام وجوده وكيانه ومعالمه، ولولا دمه الزكي لتمكن يزيد والحكم الأموي من طمس معالم الدين وإعادة الجاهلية بلباس إسلامي أولاً ومن ثم الانسلاخ من هذا اللباس نهائياً.
وهذه الأهمية الاستثنائية لم تأت اعتباطاً، فقد جاءت بعد أحاديث شريفة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تؤكد هذه الأهمية حيث ركزت على شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وعلى خصوصيات ثورته وتضحياته، واعتباره محيي الدين والشريعة، وقد ورد ذلك في قولـه (صلى الله عليه وآله): (حسين مني وأنا من حسين)(6).
ووردت روايات عديدة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بحق الإمام الحسين (عليه السلام) ومنها قوله (عليه السلام): (كلنا سفن النجاة وسفينة الحسين أسرع) (كلنا أبواب النجاة وباب الحسين أوسع).
وقد تناقل الصحابة والتابعون الكثير من الروايات التي تؤكد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) ووجوب نصرته وثواب إحياء ذكراه وزيارته ، وإضافة إلى ذلك أكدّ أهل البيت (عليهم السلام) على إحياء هذه الذكرى وكانوا يقومون بإحيائها في بيوتهم وبيوت أصحابهم.
وخلاصة ما تقدّم إنّ المصداق الأوسع والأشمل والأظهر لإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) هو إحياء الإمام الحسين (عليه السلام) وواقعة الطف وما تبعها من أحداث كالسبي ودور العقيلة زينب (عليها السلام) في إحياء وتجديد الذكرى بكل أبعادها.
وإحياء الذكرى ينبغي أن يكون إحياءً حقيقياً ينسجم مع تعاليم وتوصيات وإرشادات أهل البيت (عليهم السلام) وينسجم مع دورهم في الحياة باعتبارهم أئمة وقادة وحجج وقدوة للناس أجمعين، وكل لون من الإحياء هو أمر محبوب ومرغوب،ولكن الإحياء الأنسب والأصوب هو إحياء لجميع ما تعلق بأهل البيت (عليهم السلام) وكلّ مثاب عليه.
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمّه لأمرنا عبادة وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله).
وإحياء ذكرى أو أمر أهل البيت (عليهم السلام) سواء كان في عاشوراء أو في بقية الأشهر والأيام، أو إحياء ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) ينبغي أن يكون إحياءً شاملاً متكاملاً، وينبغي أن يعمل كل إنسان ما بوسعه من أجل هذا الإحياء كل حسب طاقته وامكاناته، وكلّ حسب فهمه ووعيه، فكل مظهر من مظاهر الإحياء محبوب مرغوب فيه مادام منسجماً مع ثوابت الشريعة الإسلامية وواقعاً في أحد دوائر أو مجالات أو أقسام الحكم الشرعي: الواجب، أو الاستحباب أو الإباحة.
وإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً إحياء أمر أو شعائر الإمام الحسين (عليه السلام) ينبغي أن يكون مستوعباً لشخصية ونهضة الإمام (عليه السلام) بكل أبعادها وأهدافها وغاياتها وهي:
أولاً: إحياء الدور الحقيقي للإمام الحسين (عليه السلام) وهو دور الإمامة والقيادة والحجة والقدوة، فهو إمام مفترض الطاعة كما نصت عليه الآيات والروايات، وهو إمام يستحق الإمامة أو تنحصر به الإمامة حسب الأسس الثابتة لعلماء وفقهاء العامة والذين يشترطون في الإمام أن يكون فقيهاً عادلاً ومبايعاً من قبل أهل الحل والعقد وهم الفقهاء.
فينبغي إحياء هذه الحقائق وتبيان أحقية الإمام الحسين بالإمامة على رأي الشيعة والسنة من أمثال القلقشندي والتفتزاني والماوردي والجويني وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين.
ثانياً: إحياء فضائل وكرامات الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد ظهرت له عدة كرامات في أثناء المعركة وبعدها ذكرها المؤرخون من الشيعة والسنة واعترف بها حتى أعداء الإمام الحسين (عليه السلام) ومنهم الذين شاركوا في قتله، وكذلك إحياء الكرامات التي تظهر بين الحين والآخر بشكل لا تقبل التكذيب ولا التأويل، وهذه الكرامات خير وسيلة لربط الناس بالإمام الحسين وبأهل البيت (عليهم السلام) ومن ثم ربطهم بعالم الغيب، وهي خير وسيلة لتقوية الأيمان وتجذيره بالقلوب والعقول، سواء كان الإيمان بالله تعالى أو الإيمان بأهداف الثورة الحسينية.
ثالثاً: إحياء مظاهر المظلومية ومصاديقها من قتل واعتداء وسلب وأسر، وما تعرض له أهل البيت (عليهم السلام) عموماً والحسين خصوصاً من غصب حق ومن اعتداء ومن ظلم دون مراعاة لحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحرمة أهل بيته (عليهم السلام) وحرمة من يريدون الإصلاح في أمة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وإحياء ذكرى ومظاهر المظلومية يربط القلب والعواطف والمشاعر برموز المظلومية لتندك بهم فكرياً وعاطفياً وسلوكياً، ولكي تبقى النفوس وثابة متأججة ومتصلة بهؤلاء المظلومين الذين ضحّوا من أجل سلامة الدين وسلامة العقيدة وسلامة الأفكار وسلامة العواطف ومن ثم سلامة الأمة والدولة من الانحراف والفساد.
وقد كان للمظلومية دور كبير في كشف الحقائق والتمييز بين منهجي الحق والباطل، ولا غرابة حين تجد من يقول: (لقد شيعني الحسين) ولا أريد أن اذكر بعض أصدقائنا المسيحيين الذين اسلموا من خلال تتبعهم لمظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) حينما كانوا طلاباً معنا في الجامعة المستنصرية في بغداد.
رابعاً: إحياء سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وسيرة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهذا الأمر ضروري من اجل الإقتداء بهم والتأسي بهم (عليهم السلام) في جميع مجالات السيرة والموقف والسلوك سواء كان فردياً أو اجتماعياً، فينبغي إحياء سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) كفرد، وكأمة، إحياء سيرته في تعامله مع الله تعالى في عبادته ودعائه وخوفه من الله تعالى، وإحياء سيرته في ارتباطه بالقرآن الكريم، وإحياء سيرته في علاقاته مع زوجاته وأبنائه وبناته، ومع جيرانه، ومع المجتمع ككل.
وإحياء سيرته في تعامله مع الموالين ومع المعادين ومع المخالفين ، وإحياء سيرته الخلقية في جميع أبعادها في تقواه وكرمه وغيرته وفي إحساسه وعطفه وصبره، وصدقه وصراحته وكل ما يتعلق به من خلق وسلوك.
ومن أهم مصاديق إحياء الذكرى وإحياء الشعائر إحياء أهداف النهضة الحسينية والتي حددها الإمام الحسين (عليه السلام) في وصيته الخالدة: (... إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب).
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني الدعوة إلى الدين كعقيدة وهو دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، والدعوة إلى العمل الصالح والنهي عن العمل الطالح، وهو أمر يستوعب جميع مظاهر الحياة وأبعادها، فهو إصلاح للقلب وللعقل وللإرادة، وإصلاح للسلوك وإصلاح للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتكون إسلامية، ويكون الإصلاح منسجماً مع منهج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنهج باب علمه ووريثه أمير المؤمنين (عليه السلام).
وينبغي أن يتحقق ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة كما أكّدت عليها الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.
وعلى ضوء ذلك ينبغي أن يحقق الإحياء ثمرات عملية وواقعية في كل مناسبات الإحياء، أقلها أن يزداد الارتباط بالإمام الحسين وبأهل البيت (عليهم السلام) وبمنهجهم، واستشعار رقابتهم لنا لكي تتحول إلى تحريك للعقول والقلوب لتتوجه نحو الإصلاح والتغيير.
وإنّ المرجو أو الطموح الحقيقي أن نوسع من دائرة محبي الحسين ومواليه وأن نستقطب عناصر جديدة للانتماء إلى هذه السفينة سواء كانوا من أبناء المذاهب الأخرى أو من غير المسلمين.
آليات إحياء الذكرى أو الشعائر الحسينية:
إنّ آليات إحياء ذكرى أهل البيت (عليهم السلام) أو الشعائر الحسينية بحاجة إلى تجميع الطاقات وتكثيف الجهود، وتنسيق الخطط والبرامج،وتنظيم الأعمال وتوزيع المسؤوليات، وبحاجة إلى التشاور بين جميع المعنيين بإحياء هذه الشعائر ومنهم:
1- المراجع والفقهاء وطلاّب الحوزة العلمية.
2- الخطباء والشعراء و(الرواديد).
3- مسؤولوا المساجد والحسينيات والمواكب.
4- الكتاب والمؤلفون.
5- الممثلون ومطلق الفنانين.
6- القوى المؤثرة في الواقع الاجتماعي والسياسي كرجال الدولة أن كانت دولة إسلامية، والمعلمين وطلاب الجامعة.
والتشاور ضرورة يفرضها الواقع لكي يتوصل الجميع إلى آليات واحدة مقبولة شرعاً وعرفاً، وهذه الآليات تحددها مجموعة من العوامل أهمها:
1- الشرعية.
2- الظروف العالمية والمحلية.
3- المصلحة الإسلامية العامة.
4- مصلحة المذهب.
وينبغي التركيز على الآليات التي ورد فيها نص بالدرجة الأولى من المعصومين (عليهم السلام) ومن الفقهاء ثم التوجه إلى الآليات المباحة التي تحيي الذكرى أو تقع في طريق إحيائها.
فأمّا ما ورد به نصّ من قبل المعصومين (عليهم السلام) فكثير جداً ومن أهمه البكاء وإظهار الحزن بأي أسلوب أمكن وحياة الأئمة (عليهم السلام) ترشدنا إلى ذلك وخصوصاً حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام) الذي عدّ من البكائين، وإقامة المجالس الحسينية، وقراءة المقتل، وإقامة المهرجانات الشعرية، فكان أهل البيت (عليهم السلام) يستأجرون الشعراء لرثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيام موسم الحج.
ومن آليات الإحياء وتعظيم الشعائر زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) النظرية والعملية والمتمثلة بقراءة زيارة عاشوراء وزيارة وارث وزيارة القبر الشريف وخصوصاً عن طريق المشي على الأقدام فهي ظاهرة تستحق الاهتمام لأنها قد تكون جامعة لجميع الآليات، ففي الطريق إلى الإمام الحسين (عليه السلام) أو احد الأئمة (عليهم السلام) تقام التعازي والمجالس وتلقى القصائد ويرتقي الخطباء المنبر المتجوّل حيث الوعظ والإرشاد والتذكير بالمصيبة، إضافة إلى لفت الأنظار المحلية والعالمية لهذه الظاهرة التي تمارس بصورة جماعية تحمل فيها الرايات السود ويرتدي فيها المحبون لباس الحزن.
ومن آليات الإحياء تمثيل واقعة الطف وواقعة مقتل مسلم بن عقيل وواقعة السبايا، وياحبذا لو تظافرت الجهود لأحياء هذه الظاهرة التي كانت الوسيلة الوحيدة المؤثرة في الأطفال والأحداث والناشئين، فلها دور كبير في تثقيف المجتمع بثقافة الواقعة وبتفاصيلها التاريخية، وينبغي أن تؤدّى شعبياً ورسمياً.
وهنالك آليات أخرى معمول بها في أوساطنا الاجتماعية كاللطم وضرب (الزنجيل) والمسيرات المتجولة في الشوارع العامة، فلا ينبغي التقليل من شأنها، بل لا ينبغي التقليل من شأن أي ظاهرة مادامت مشروعة ومباحة، فلنترك الحرية للجميع في إطار الحدود الشرعية لإحياء الذكرى وتعظيم الشعائر.
ومن آليات إحياء الذكرى وتعظيم الشعائر إقامة الندوات المستطيلة والمستديرة يشترك فيها المحاضر والمتحدث والخطيب مع المستمع والمتلقي، حيث يخصص لكل منهم الوقت الكافي للحديث والتعقيب والحوار وإبداء وجهات النظر لنشرك أكبر عدد من أبناء الأمة في إبداء آرائهم حول النهضة الحسينية أو حول الشعائر الحسينية، وفي ذلك يتم تطوير الخطاب والخطيب والشعر والشاعر والموعظة والواعظ بما ينسجم مع تطوير آليات الدعوة للإسلام وآليات الإصلاح وأداء مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وينبغي إشراك اكبر عدد من المراجع والفقهاء والعلماء في مثل هذه الندوات أو في المجالس الحسينية، وعلى سبيل المثال يتم التناوب على المنبر من قبل الخطيب ذي الصوت الشجي الحزين ومن قبل المرجع أو الفقيه، فهذا ينعى ويقرأ الشعر وذلك يرشد ويوجّه أو كلاهما يؤدي الدورين معاً.
وإضافة إلى جميع ما تقدم ينبغي إقامة مسابقات تتعلق بتعظيم الشعائر وإحياء الذكرى في كتابة الشعر أو النثر أو القصة أو التأليف في مختلف مجالات إحياء النهضة، وينبغي تكريم المبدعين وتشجيعهم على الإبداع في الآليات والأساليب التي تعمق ارتباط الناس بالإمام الحسين (عليه السلام) خصوصاً وبمنهج أهل البيت (عليهم السلام) عموماً، فبالتكريم المادي والمعنوي تتوسع آفاق المبدعين وأن كان الثواب والجزاء بالحسنى هو المقدم على ذلك.
وفي جميع الأحوال ينبغي استثمار كل الامكانات والطاقات من أجل إحياء ذكرى أهل البيت (عليهم السلام) وتعظيم الشعائر الحسينية، وليس من الصحيح تجاوز أي إمكانية وأي طاقة في هذا المجال، وليس من الصحيح انتقاد هذه الآلية أو تلك أو السعي للتقليل من شأنها أو تعطيلها.
ولا ننسى أنّ هدف الإمام الحسين (عليه السلام) من حركته ونهضته هو هداية الإنسان والمتمثلة بتغيير محتواه الداخلي في عقله وقلبه وإرادته لينسجم مع المنهج الإلهي في الحياة التي أرسى أركانها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وائمة أهل البيت (عليهم السلام).
__________________________
الهوامش:
1- المستدرك على الصحيحين 151:3، مجمع الزوائد 168:9، الجامع الصغير533:2.
2- المستدرك 149:3، الصواعق المحرقة:234، الإتحاف بحب الأشراف: 20.
3- نهج البلاغة: 357، الخطبة: 329. تحقيق د. صبحي الصالح.
4- نهج البلاغة: 488، الحكمة: 109.
5- مسند أحمد بن حنبل 172:4.
6- الكافي226:2.
التعليقات (0)