إعلان الحداد ثلاثة أيام وتشكيل لجنة تحقيق
توقعت وزارة الصحة العراقية ارتفاع عدد ضحايا حادثة التدافع على جسر الأئمة في بغداد إلى ألف شهيد. في هذه الأثناء أكدت مصادر أمنية مصرع ما لا يقل عن 841 شخصا وإصابة 323 آخرين معظمهم من النساء والأطفال في الحادثة التي أدت إلى انهيار جزئي للجسر وسقوط كثير من الضحايا في النهر.
وقالت المصادر إن فرق الإنقاذ مازالت تنتشل جثثا من نهر دجلة حتى الساعة، وإن عدد الشهداء في ارتفاع، وأشارت المصادر إلى أن بين القتلى 25 شخصا قضوا جراء تناولهم أطعمة مسمومة.
ووقع الحادث أثناء إحياء الشيعة لذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم عليه أفضل الصلاة والسلام سابع الأئمة الـ12 لدى الشيعة على الجسر الذي يربط منطقتي الأعظمية والكاظمية التي يوجد فيها ضريح الإمام الكاظم عليه السلام.
وقد أعلن رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري في بيان بثه التلفزيون الرسمي الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على شهداء حادث تدافع جسر الأئمة.
كما قدم الرئيس العراقي جلال الطالباني تعازيه لأسر الشهداء في المصاب الجلل الذي وصفه بالفاجعة التي ستترك ندبا في نفوس العراقيين تضاف إلى الندب التي خلفها فقدان المواطنين الذين راحوا ضحية "للأعمال الإرهابية".
اتهامات بالتقصير
واتهم عدد من المسوؤلين والوزراء في الحكومة العراقية وزيري الدفاع سعدون الدليمي والداخلية بيان جبر وأجهزة وزارتيهما الأمنية بالتقصير في الإجراءات الأمنية المرافقة لمسيرات زيارة ضريح الإمام الكاظم (ع).
وحمل وزير الدولة العراقي لشؤون المجتمع المدني علاء حبيب الصافي في تصريح للجزيرة الوزيرين العراقيين ومحافظ بغداد مسؤولية الحادث، مشيرا إلى أنه لم تترافق إجراءات للإسعاف مع المسيرة كما أن مساعدة الضحايا تأخرت حيث جاء معظمها من المواطنين وسكان المنطقة.
ودعا وزير الصحة العراقي عبد المطلب محمد علي في تصريحات نقلها التلفزيون العراقي العراقيين إلى "الحيطة والحذر وهم يحيون ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام". وحمل وزيري الدفاع والداخلية مسؤولية الحادث، وطالبهما بتقديم استقالتيهما.
كما حمل عباس الربيعي الممثل السياسي لمكتب الشهيد الصدر وزارة الداخلية العراقية التقصير في الإجراءات الأمنية. وأشار إلى أن الحوادث التي تقع أثناء المناسبات الدينية بدأت بعد "تنصيب الاحتلال لمن يتدبر أمر تنظيم الاحتفالات" موضحا أن تلك الحوادث لم تقع عندما كان أنصار الصدر ينظمونها.
لجنة تحقيق
العديد من الشهداء قضوا غرقا في نهر دجلة عقب انهيار جزء من الجسر
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقداه في بغداد برأ وزيري الدفاع والداخلية العراقيين نفسيهما من المسؤولية عن الحادث وأعلنا عن تشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين وزارتيهما لكشف ملابسات الحادث.
وقد استبعد وزير الدفاع وجود أي أسباب طائفية وراء حادث التدافع، وبرر فتح الجسر أمام الزوار رغم أنه مغلق بخرسانات إسمنتية بأنه جاء استجابة لرغبة الناس. من جانبه أكد وزير الداخلية أن الحادث كان مجرد تدافع لحشود زوار ضريح الإمام الكاظم عليه السلام.
وقد تضاربت الأنباء بشأن أسباب حادثة التدافع وانهيار الجسر الذي يؤدي إلى ضريح الإمام الكاظم عليه السلام بحي الكاظمية في بغداد.
ووفق وزير الصحة فإن الشهداء سقطوا نتيجة ثلاثة أشكال من الحوادث، فقسم منهم نتيجة تفجيرات، والقسم الآخر قضى بسبب حالة التدافع وانهيار جزء من الجسر وسقوطهم في مياه النهر، إثر سريان شائعات عن وجود مفخخات على الجسر مما سبب حالة من الهلع والفزع. أما القسم الثالث فعزا سبب وفاته إلى حصول حالات تسمم إثر تناول أطعمة ملوثة.
ومن جانبه, اتهم موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي من وصفهم "بالصداميين والزرقاويين" بالوقوف وراء الحادث عبر إطلاق شائعات أصابت الزوار بالذعر، مشيرا إلى أن الحادث جاء عقب إطلاق قذائف هاون صباح اليوم سقطت قرب ضريح الكاظم عليه السلام وتسببت في مقتل سبعة أشخاص وجرح 36 آخرين.
ردود أفعال
الحشود أصيبت بالذعر عقب سريان شائعات عن انتحاريين
وفي ردود الأفعال العراقية على الكارثة دعا عمار الحكيم القيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في تصريح للجزيرة إلى فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.
أما رئيس مؤتمر أهل السنة في العراق عدنان الدليمي فقد دعا إلى تشكيل لجنة طبية وقضائية للتحقيق في الواقعة. ودعا في تصريح للجزيرة العراقيين للتعاون للابتعاد عن أي فتنة.
ودعا رئيس الجمعية الوطنية العراقية حاجم الحسني الشعب العراقي بمختلف طوائفه وأديانه إلى تقديم المساعدة لأهالي الشهداء والتخفيف عنهم ومشاركتهم أحزانهم.
كما ناشد الحزب الإسلامي العراقي في بيان له أهالي منطقة الأعظمية ذات الغالبية السنية المتاخمة لمنطقة الكاظمية أن "يمدوا أيديهم بالعون والإغاثة لإخوانهم من الشهداء". ودعا الحزب فروعه أن تنشط فورا لتجنيد إمكاناتها الإغاثية في تخفيف معاناة الضحايا.
التعليقات (0)