شارك هذا الموضوع

الخطابة الحسينية ليلة الثالث من شهر محرم الحرام لعام 1443هـ/2021م

واصل سماحة السيد عدنان الكراني سلسلة مجالسه الحسينية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثالث من شهر محرم الحرام لعام 1443 هـ ، و تحت عنوان " هل الموت نهاية أم بداية ؟" ، ابتدأ سماحته بمقطع من خطبة للإمام الحسين ( ع ) " خُطَّ الْمَوْتُ عَلَى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلَادَةِ عَلَى جِيدِ الْفَتَاةِ " ، ألقى ( ع ) هذه الخطبة في مكة المكرمة عندما قرر الخروج الى كربلاء ، ويريد ( ع ) بيان عدة أهداف ، أحدها أن المواجهة ستكون حتمية و لابد منها ، لأن الحسين ( ع ) رفض البيعة والمخالفون له وقفوا في وجهه اما البيعة أو القتل ، و أيضًا يريد ( ع ) تعبئة أنصاره الذين التحقوا به و علاوة على ذلك تهيئة نفوس أهل بيته ايذانًا ببدء عملية الإعداد ورفع حالة الإستعداد ، و البدأ بأول مراحل الإختبار .

الإمام ( ع ) أراد فضح المخططات التي كانت ترمي الى تخويف الأمة الإسلامية من خلال الموت ، وذلك لكي يتخلفوا عن تحمل مسؤولياتهم الدينية و الإجتماعية ، نجد أن تلك الخطبة هي أول خطبة ألقاها الحسين بشكل عام وللناس ، ولم يكن قبلها خطبة في المدينة لأنه ( ع ) يريد أن يركز على مسألة الإعلام و من خلالها ينشر أفكاره و أهدافه ، فمكة تمثل قطبًا في نفوس المسلمين حيث هي مبدأ الدعوة الإسلامية و الأم العقائدية لكل المسلمين أما المدينة فلا يسكنها سوى سكانها ، وبالتالي سيجد الحسين قدرًا مرتفعًا من الناس في مكة يسمعوا أهداف نهضته و سيعمل على ايصالها .

هناك أهداف أخلاقية وتربوية في الخطبة تختلف عن المناهج التي تبناها أعداءه ، فأول ما بدأ ( ع ) خطبته بعبارة " خط الموت " الموت هو منغّص اللذات و هادمها وما ان يستشعر الإنسان هذا الأمر سوف يعمل على ضبط نفسه و طريقه ، و الإمام يعرف أن الإنسان يحب الحياة و يكره الفراق والممات - حسب فطرته - ، من سورة النساء" أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ " هذه المسألة لابد أن نشرب منها ، فلماذا يخاف الناس من الموت ؟ ، فهل الموت بداية أو نهاية ؟ ، نجد أن بعض الناس ينظرون الى الموت كأنما هو صورة مرعبة و مخيفة . والبعض يحمل روحه بين يديه ويقف في ساحات الجهاد دفاعًا عن الحق و يتنغص عندما يختار الموت غيره .

هناك سببان لخوف الناس من الموت ، السبب الأول لأن البعض يعتقد أن بالموت ينتهي كل شيء وهذا فطري ، حيث يفر الإنسان من العدم ، فيفر من المرض لانه انعدام الصحة ، و يفر من الظلام لأنه انعدام النور ، و يفر من الفقر لأنه انعدام الغنى ، و يفر من البيت الخالي لاستيحاشه من البقاء لوحده ويألف الوجود . السبب الثاني هو سواد صحيفة اعمال الإنسان ، فقد يؤمن الانسان بالحياة الثانية لكنه يخاف لتعلق قلبه بالدنيا و يرفض العالم الآخر ، من سورة الكهف " وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) " حينما نأتي له ( ع ) فانه أراد أن يبيّن أن هذا المكان سنرد عليه و نشرب من كأسه ، لكن يجب أن يكون هذا الإختبار واضحًا الينا ، هذا الاختبار كان خاصّا فقط لمن ركب مع الحسين و سار الى كربلاء و ثبت في ذلك الإختبار وجنى النتائج ، وهذا الاختبار عابر في الزمن وصولًا الى زماننا و انتهاءً لما يأتي صاحب العصر و الزمان .فهل نحن واقفون مع الحق أم مع الباطل ؟ أثرت واقعة كربلاء في نفوس البشرية و تفكيرها منذ أن أعلن الإمام هذا الخطبة . نرى أن الإمام أكّد على الموت في أكثر من مناسبة و أن هذه المواجهة سوف تنتهي به .حين كتب رسالة لبني هاشم " من لحق بي منكم أستشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح " ، و في ليلة العاشر " فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً "

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع