شارك هذا الموضوع

السيد ميثم المحافظة ليلة الثلاثين من شهر رمضان لعام 1442 هـ

أنهى سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثلاثين من شهر رمضان المبارك لعام 1442 هـ ، وتحت عنوان " في رحاب دعاء البهاء " ، ابتدأ سماحته بمقدمة عن هذا الدعاء وهو من الأدعية المأثورة ، وله قيمة ي قراءته في ليالي شهر رمضان و هذا لا يعني أنه محصور بهالشهر وانما أفضلية لورود رواية أن الإمام الباقر كان يٌرأه فس أسحار شهر رمضان ، لنعرف قيمة و عظمة هذا الدعاء وهو من مكنون أسرار أهل البيت ، دعاء البهاء أو السحر يختلف عن بقية الأدعية لوجود أجواء وشروط خاصة لقراءته .

أولًا سند هذا الدعاء :
سنده قوي جدًا و قد اشتهر عند الفقهاء ، وقد ألف الإمام الخميني كتابًا أسماه كتاب السحر و هو من الكتب الروحانية التي يدخل أجوائها الإنسان الداعي و هذا الكتاب صعب وعميق جدًا لمن لم يدرس الفلسفة الإسلامية و بداية الحكمة و نهاية الحكمة . وقد اختاره السيد الإمام من بين الأدعية دليل على عظمة هذا الدعاء و أهميته حيث أفرد كتابًا خاصًا لشرحه ، أسنده ورواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتابه مصباح المتهجد وهو من الأصول التي تؤخذ منه الأدعية بسند معتبر للإمام الباقر و الإمام الرضا ، ونقله الكفعمي في المصباح و السيد بن طاووس في الإقبال والشيخ باقر شريف القرشي في الصحيفة الصادقية . والشخ عباس القمي في مفاتيح الجنان ، و الشخ ناصر مكارم الشيرازي في المفاتيح الجديدة . اذن سنده عظيم و لا نحتاج أن نخوض فيه كثيرًا

ثانيًا : أسماء الدعاء :
له أسماء عدة ، دعاء السحر و دعاء البهاء وهو الأشهر لأن المقطع الأول فيه " اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ بَهائِكَ بِأَبْهاهُ، وَكُلُّ بَهائِكَ بَهِيُّ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِبَهائِكَ كُلِّهِ " وقد ورد الإسم في رواية عن الإمام الباقر . ويسمى دعاء المباهلة و أصله حين دعى به النبي في تحدي مع نصاري بني نجران ، واختار رسول الله ( ص ) في التحدي لأن فيه قسم عظيم ، ويسمّى أيضًا دعاء المسائل حيث فيه عدة مقاطع فيها " إني أسئلك " .

ثالثُا في أفضلية هذا الدعاء :
الإمام الباقر يجعلنا في صورة واضحة لأهمية دعاء البهاء عن بقية الأدعية الواردة عن أهل البيت " لو يعلم الناس من عظم هذه المسائل عند الله، وسرعة إجابته لصاحبها، لاقتتلوا عليه، ولو بالسيوف، والله يختص برحمته من يشاء " ، و يكمل " لو حلفت لبررت أن اسم الله الأعظم قد دخل فيها، فإذا دعوتهم فاجتهدوا في الدعاء فإنه من مكنون العلم، واكتموه إلا من أهله، وليس من أهله المنافقون والمكذبون والجاحدون، وهو دعاء المباهلة " .فشرط هذا الدعاء هو التوجه ، فلا يصلح أن يقرأ هذا الدعاء على من لا يتوجه أو من يكون غير مستعدًا لخصوصيات هذا الدعاء الثقيل . فلا يصلح ذهنان في رأس واحد فيكون الإنسان حاضر القلب و مشغولًا بالله أي متبتل و منقطع الى الله و لا يشغله شاغل عن الله .

رابعًا : أن نتوجه في قراءة الدعاء
عن الحديث القدسي : " فمالي أراه لاهيا عني، أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته عنه فلم يسألني رده وسأل غيري، أفيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم اسأل فلا أجيب سائلي؟! أبخيل أنا فيبخلني عبدي أوليس الجود والكرم لي؟! أوليس العفو والرحمة بيدي؟! أوليس أنا محل الآمال؟! " ، يجب أن ننظر في هذا الدعاء ففيه هندسة عجيبة و هي فقرات تشترك في " إني أسئلك " و تختلف في الوصف . " اللهم " أي يا الله ، يجب أن نلتفت في الدعاء " إني " أي الفقير و المحتاج و المستغيث بك يا رب ، لا ينبغي أن تقولها و أنت المغرور و المتكبر و المُعحب الظالم و المؤذي للمؤمن فحالك مكشوف عند الله . يقول الخميني " كن مندكًا " أي أنا الضعيف و أنا الفقير . يجب أن تترك الأنانية و تتوجه لله و تطلب العون منه و أن تتوجه بقلبك بالكامل . لكل ليلة من ليالي شهر رمضان عتقاء من النار وليلة العيد لها خصوصية فتتدفق دفعة كاملة ، لذلك يجب أن نكون منقطعين فيها لله و هذه ليالي شهر الله قد تصرّمت


التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع