أكمل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة التاسع و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1442 هـ ، وتحت عنوان " الزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق " ، ابتدأ سماحته بمقدمة بهذه الرواية للزهراء عليها السلام ، وقد اختلف فيه شرح الرواية فيما اذا كانت تقصد الزهراء زكاة الفطرة أم الزكاة العامة ، ونتحدث أيضًا حول من يشكو عدم بركة المال أو انقطاع الرزق بالرغم من وفرة الراتب ، في الفلسفة الإسلامية هناك بعدًا غيبي ، وهناك امدادات غيبية و الله يرزق من يشاء بغير حساب ، و الله يضاعف لمن يشاء ، و هذه تجارة مع الله عز وجل ، و لنعالج هذا الإشكال في الرزق يجب أن نقف أولا على كلمة الزهراء عندما قالت أنها هي تزكية للنفس ونماء في الرزق .
اعتبرت الزهراء (ع) أن الزكاة تزكية لهذه النفس والبعض يتساءل عن العلاقة ، فنقول : هناك أمور تكوينية تتغير باعطاء الفقير ، وهذه معادلات ربانية قد لا نفهمها فالله يُقدّر ما يشاء ، فيعطينا الله المفاتيح من الدعاء و فعل الخير ، من سورة التوبة " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) " ، هذه الصدقة تُطهر الأموال من المكسب الحرام ، و التزكية تتعلق بالنفس . و هذه الآيات تؤكد أن القمة الحرام ارتدادات نفسية على الإنسان ، و للقمة الحرام تأثيرات نفسية على الإنسان ، عنه ( ص ) " أيها المسلمون زكوا أموالكم تقبل صلاتكم " ويقصد بالزكاة العامة ، و عنه ( ص ) " من أكل لقمة حرام لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، ولم تستجب له دعوة أربعين صباحا " فنقول أن هناك تأثيرات على نفسية الإنسان و هي آثار سلبية .
السيد السيستاني يقسم الصدقات الى قسمين ، صدقة واجبة و هي الفروض على المكلّف ولا تبرئ ذمته الا عند اخراجها مثل الخمس و زكاة الغلات و زكاة الفطرة وغيرها ، و اليوم وسائل التواصل الإجتماعي كافية لأن يعرف المكلّف ما عليه من خمس و زكاة ، فلا عذر لأحد ، و هناك صدقات مستحبة عامة ، فالزكاة تحمي الإنسان و تطهر نفسيته و روحه ، الا اذا لوثها ببعض الآثام و الموبقات ، عن الباقر " الزكاة تزيد في الرزق " ، واذا مُنعت الزكاة منعت الأرض ثمارها و زرعها و معادنها و تُرفع البركة ، من سورة الأعراف " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) " .
هناك أسباب تمحق الرزق حتى مع وفرة الراتب ، بالإضافة الى الأسباب العامة في عدم التدبير و الإسراف . ونحن ندعو الى الإستشارة في كل شي خصوصًا في الأمور المعاشية كالوظيفة و عند الدخول في المعاملات الباهظة من دون الإستشارة فيحرج المؤمنين بعد ذلك ، هناك أمور تمحق الرزق منها الذنب ، عن الإمام الباقر " إن العبد ليذنب الذنب فيزوي عنه الرزق " ، و العكس فالإنابة و الإستغفار و التوبة من الذنب تجلب الرزق ، السبب الثاني الغصب للمال ، فمن يتعامل مع الأموال المشبوهة و المعاملات المشبوهة ،يظن بأن أمواله تكثر وتزيد ولكن العكس " من حبس عن أخيه المسلم شيئا من حقه حرم الله عليه بركة الرزق إلا أن يتوب " فغصب المال محق للرزق ، السبب الثالث المكسب الحرام كالربا و التعامل بالغبن و استغلال حاجات الناس .
الصدقة لها مردودات عظيمة وتدفع البليات و موتة السوء ، عنه ( ص ) " الصدقة تدفع البلاء المبرم، فداووا مرضاكم بالصدقة. " ، ايضًا مما ينمي الرزق حُسن الخلق ، عن الباقر " حسن الخلق يزيد في الرزق " ، أيضًا قراءة القرآن في البيت تستجلب الرزق و رفع الأذان في البيت و الحفاظ على الصلوات ، ولك أن ترجع الى موسوعة الريشهري في باب الرزق ، فنؤكد بذلك تلك الأسباب الغيبية في نماء الرزق ، ولنا روايات كثيرة لأهل البيت عليهم السلام .
التعليقات (0)