أكمل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثامن و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1442 هـ ، وتحت عنوان " معايير المرأة الفاضلة " ، ابتدأ سماحته بمقدمة في المعايير و الموازين التي اعتمد عليها الإسلام في تفضيل امرأة على امرأة أو رجل على امرأة أو امرأة على رجل ، وهذا الموضوع يقطع اللغط من قبل الآخر الذي يتهم الإسلام بعدم المساواة و العدالة بين الذكر و الأنثى ، و يرفع شعارات عدة مثل الچندرية و المثلية و النسوية ، وهذه عناوين تتهم الإسلام بأنه قاصر ولم يُنصف المرأة و موازين المعايرة والمفاضلة مُختلّة في الإسلام . لذلك دعنا نجول في النصوص و الروايات التي تتحدث عن موازين التفضيل ونقطع ألسن الذين يريدون هدم الإسلام و يريدون أن يتخلى الشباب الرسالي عن هذا الدين و أخلاقياته و مبادئه . هناك من هم خارج الدين ممن يرفعون شعارات الحداثة و الإنفتاح و هناك إثارات ضد الإسلام يتبناه ممن هو داخل الدين للأسف ، فهذه لشعارات تدغدغ مشاعر البعض للأسف فينساقون تحت حجة التطور ، فمجتمعنا ليس على مستوى واحد من الوعي .
معايير المرأة الفاضلة في الإسلام و نبدأ بزوجات النبي حتى نكون أمناء في النقل وموضعيين " يا نساء النبي ... " ، فأول ما سيكون التمييز سيكون في زوجات الله لو كان هناك تمييز و هذه القرابة و الزوجية من رسول الله لا تعني الفضل على غيرهن من نساء المؤمنين الا بشرط ان اتقين ، البعض يعتقد أن زوجة رسول الله لها فضل على الآخريات بمجرد كونها ذلك ، لكن المراتب تكون بالتقوى و الورع و العفة و الحياء و الإلتزام و العمل الكثير ، بهذه الأمور و الشروط يكن لهنّ فضل على النساء كونهن اقترنّ برسول الله ، وهذا ينم عن معايير حقيقية ، نزلت تلك الآية التي تبين المعيار الحقيقي الصادق في المفاضلة ، من سورة الأحزاب " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) " وتسمى المنازل العشر ، أدناها الإسلام وهو التسليم الخارجي بتعاليم هذا الدين ويختلف عن الدرجة الثانية وهو الإيمان و هو الإعتقاد الباطني . و القنوت هي حالة الشعور بالأنس و الإرتياح حين الإرتباط بالله و إطالة الركوع و السجود . ولم تذكر الآية ميزانًا للتفاضل بالمال و النسب بل بالخلق و المعرفة و بدرجات الإيمان ، وبعد الدرجات العشر يأتي اليقين .
نعرض الآن دائرتان مهمتان قبل الولوج الى قضية اتهام الدين بالتمييز وعلى ضوءها قبلت الينا تلك المصطلحات و الشعارات . هما دائرة المساواة و دائرة العدل ، البعض غافل حين أن يتهم الإسلام و يخلط بين الدائرتين ، فهناك دائرة للمساواة و هناك دائرة للعدل . ولكن لا تخلط بينهم . فكلا الجنسين لهما مثل الجنة و مثل الجزاء ذكرُا كان أم أنثى . " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)" وكم من مرأة فاقت بعلمها آلاف الرجال وكم من رجل فاق آلاف النساء و هذا مضمار سباق في العلم و العبادة و الثواب . " طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلم " ، نأتي الى دائرة العدالة ، الله خلق الذكر بهذه الإستقامة وبهذا البدن الذي يختلف عن بدن المرأة ، و خلق للرجل نفسية تختلف عن نفسية المرأة وشحنات عاطفية مختلفة ، والله أعطى كل واحد منهم دور يتناسب مع كيفيته ، فالنسوية تدعو أن يقوم الرجل مكان الأنثى و الأنثى مكان الرجل فهما سواء ولا فرق بين الجنسين و هما في الأصل جنس واحد ، فيخالفون طبيعة الإنسان وفطرتها ولن يستطيعون مهما فعلوا . فهم يشجعون على العري و الإختلاط و الفسق وشرعوا تلك الأجواء وأصبحوا يتهمون العلماء بتعقيد الناس ولما ينقلب الأمر يتهم العلماء في ذلك .
المرأة الفاضلة في أعينهم هي من تهتم بالسفائس و القبائح و قلة الحياء و الغرام ومعيارنا واضح فهي المرأة التقية النزيهة فهي من تُحترم و تقدّر لفائدتها العلمية من طبيبة و أستاذة و طالبة علم و مرأة فاضلة لها خدمة اجتماعية من جمعية خيرية و مؤسسة دينية ومأتم وتكون مثقفة و ناصحة و خادمة للمجتمع وخلقها الرفيع فتكون كالمدرسة المتحركة في عفتها وحياؤها و طيبتها ، وليس من تجلس خلف الشاشات و تهتم بالهرج و السفائس . وما احوجنا اليوم لمثل تلك الشخصيات التي قدوتها زينب الحوراء عليها السلام .
التعليقات (0)