أكمل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1442 هـ ، وتحت عنوان " جيل الكارتون " ، ابتدأ سماحته بمقدمة تحت هذا العنوان وهو عنوان مستحدث يحمل هذه العبارة الأعجمية عن لغتنا و نقصد به تلك الطبقة من أفراد المجتمع وهم الأولاد و الطلاب و البنات و الشباب الذين أصبحوا مأسورين نحو الشاشات التي يقضون جُل أوقاتهم في عالم افتراضي داخل الشاشة ، و هذا العالم يقضون فيه ساعات طويلة ، فأصبحوا مشدودين نحوه من رسومات أو ألعاب أو أفلام أو برمجيات و غيرها ، ويكون اهتمامهم و تفكيرهم و حواراتهم عن هذا العالم .من تسبب في ذلك و حول الجيل الرسالي الواعي و المؤمن الى جيل مشدود الى عالم افتراضي ؟ وكيف نعالج هذه المشكلة ؟ و ما هي تداعيات هذا الأمر و تأثيره ؟
كان علماؤنا في الماضي يحذرون من الحرب الناعمة و الغزو الثقافي ، وكنا في سبات من ذلك الا ما ندر ، و الآن ظهرت نتائج تلك المؤامرات و نحن نعيشها واقعًا ، فتبدّل الجيل الذي يعبد صنماً يطلق عليه الشاشة ، بعيدًا عن القرآن و الكتاب و العلم . فأصبحت نسبة قليلة مشتدة نحو صلاة الجماعة و المسجد و المأتم ، فيكون مستعدًا لقضاء عشرين ساعة أمام الأزرار و لا يكون مستعدًا لقضاء عشرين دقيقة أمام صلاة أو قراءة ، وما كان يُخطط اليه سابقًا انكشف اليوم و ظهرت الوثائق . أول الاستراتيجيات التي تمسخ ثقافة الشعوب ، هي استراتيجية الإلهاء ، حيث تحولت الشعوب الإسلامية الى شعوب لهو و لعب و توافه و ترهات ، وهذه إستراتيجية معتمدة نقلها الفيلسوف الأمريكي المناهض للسياسة الأمريكية نعوم تشومسكي ،تحت عنوان حرب صامتة من أجل حرب هادئة ، وتنص على تحويل الرأي العام عن مشاكله الإجتماعية و الهائه بالتوافه و المسائل التافهة التي لا قيمة لها . و ابقاء الشعب مشغولًا و مشغولًا حتى لا يفكّر .
الإستراتيجية الثانية هي القطرة بعد القطرة ( التدرج ) ، هؤلاء يتمتعون بخبرة واسعة و تخطيط محنك ، فيمررون المشاريع من خلال الأطفال لأن الأطفال يأسرون والديهم ، فنجد أن الأشياء الممنوعة ، قد أصبح الناس مجبورين على توفيرها للأبناء من خلال تمرير المشاريع و أن تقبل تلك التكنلوجيا داخل البيت ، و عملوا على الدعايات و التطبيقات و الألعاب حتى يؤثروا على الأطفال . الإستراتيجية الثالثة : خاطبوا العالم و الشعوب على النظرة الطفولية ، حتى ينشأ الناس على الميوعة و الدلع و المشاكسة و الثرثرة و التوافه و الترهات ، فلا تعلم الجد و لا التطبيق ولا التحليل و لا الإبتكار حيث ترى الشباب مأسورين نحو الهبات بلا تفكير . الإستراتيجية الرابعة : أقنعوهم بالجهل ، كأن تعيش في ظروف اجتماعية معينة لا تشجع على الدراسة الا من أجل الوظيفة ، و حين لا تجد الوظيفة لا تتعلم و لا تجتهد . المؤمن طموحٌ من خلال تطوير أخلاقه و التزامه و مهاراته و مهنته ، لكن للأسف قُنّع كثير من الناس على عدم التطوير بسبب عدم بلوغ البعض ما يطمح اليه . يعيش هذا الجيل اتكالية على الآباء بالرغم أنه يستطيع سرد كل شيء من التوافه و الألعاب .
ارتدادات هذه الأمور خطرة على الدين و الثقافة و العقيدة . وهذه الأمور لا تُعالج بخطبة هنا أو كلمة هناك فذلك لا يكفي ، بل يجب أن تنفق الملايين وأن نجهز للعدو كما جهز لنا من برامج و أنشطة و ايجاد لهم البدائل قبل أن يسبق الينا أحد ، هناك في القرى برامج و فرق و مونتاجات و أفلام و حكايا و تمثيليات ، و نحتاج الى الكثير و الكثير ، لا يُراد منا السكون و الهدوء و الإتكال على طاقة هنا أو هناك ، بل يجب أن يكون التكاتف من الجميع ، والعمل على تغيير و تحويل وتبديل شخصياتهم الإفتراضية الى شخصيات حقيقية ولائية مثل علي الأكبر و القاسم و سكينة و رقية لتكون لهم قدوة . و هذا الأمر يجب أن يؤخذ على كاتف مشاريع التعليم ومشاريع الصلاة و المآتم و المساجد و غيرها .
التعليقات (0)