أكمل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الرابع و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1442 هـ ، وتحت عنوان " الإجهاض بين القانون و الشرع " ، بيّن سماحته موضوع الإجهاض وهو موضوع شرعي يجب أن نعرفه ، و الإجهاض عادة ما يقصد به في الجانب السلبي : أي تعمّد اسقاط الجنين من بطن أمه و تعتبر عملية قتل ، اسقاط الجنين تشمل الإتجاه السلبي و الإيجابي لكن الإجهاض عادة ما يراد به الجانب السلبي ، صار التساهل في ذلك الأمر حيث أنّ البعض تتناول عقارًا لتسقط الجنين لعدم رغبتها في الحمل في الأسابيع الأولى ، وهذه جناية واضحة . النظرة الشرعية في ذلك أنّ فقهاء الشيعة و السنة و المسيحيين و أيضًا بعض الدول الكافرة كلهم يجرمون الإجهاض ، فيحرم اسقاط الجنين من كونه نطفة الى ولادته ، وتعمد اسقاطه يوجب الإثم و الدية ، و هذا حكم شرعي واضح يتفق عليه جميع المسلمين ، هذه الدية تختلف من كون الجنين مضغة أو علقة ، ولجته الروح أو لم تلجه ،
يبين الشارع المقدس دية كل مرحلة ، فدية النطفة 20 دينارًا ( يعاير بذلك الزمن ) و دية العلقة 40 دينارًا ، و دية المضغة 60 دينارًا ، اذا نمى العظم 80 دينارًا ، اذا شد عليه اللحم 100 دينار ، أمّا بعد ولوج الروح في الشهر الرابع تصبح ديته دية انسان كامل فتكون 1000 دينار للذكر ، و 500 دينار للأنثى ، تدفع للورثة ، و من يباشر بعملية اسقاط الجنين هو من يتحمّل كان طبيبًا أو أحد الأبوين أو شخصًا آخر . ما المسوّغ لإسقاط الجنين ، قبل الجواب ينبغى أن نعرف متى تلج الجنين الروح ، تعبير ولوج الروح لا يكتفي بالاسبوع الخامس حيث أن الأجهزة الفوق صوتية تتيح لنا سماع نبضات القلب .وقد تعارف بين الأطباء أن الجنين حي ولكن نقول بأن الروح لا تُبعث الا بعد أن تكتمل الصورة بالكامل ، والزمن المحدد هو بتمام الثلاثة أشهر أي بداية الشهر الرابع .
يسوّغ للمرأة اسقاط الجنين في حالتين ، الحالة الأولى : أن يكون بقاء الجنين يهدد حياة الأم وهو أن يقول المتخصص و الإستشاري و الأمين أن بقاءه يشكل خطورة على حياة الأم . هنا الشارع المقدس يعطي رخصة في عملية اجهاض الجنين و لها مرتبات قانونية سنعرضها بعد ذلك ، و الحالة الثانية أيضًا قبل ولوج الروح ، اذا كان وجود الجنين يمثل ضررًا جسيمًا لا يتحمّل في العادة ، و لا يمكن أن تخادع المرأة في ذلك من تعب و غثيان و آلام تشمل عادة النساء . بل أن تتقِ الله في هذه النفس . بعد ولوج الروح لا يجوز اسقاط الجنين الا في حالة واحدة فقط إذا هدّد حياة الأم وليس شيئًا سوى الموت . أما لأمراض و التشوهات ليست بالمسوغات بعد أن تلج الروح .
هناك مسألتان مهمتان مستحدثات ، ظهور التقنيات و التكلوجيا و الموجات الفوق صوتية التي تظهر صورًا للجنين قد تظهر الجنين مشوهًا أو معاقًا . فلا يجوز اسقاط الجنين شرعًا في الفقه الجعفري ولا السني بمبرر اعاقة جسدية أو عقلية بفعل وسائل الكشف الحديثة . أكثر الدول الإسلامية رفضت اتفاقية سيداو التي تمثل اتفاقيات خطرة مررت في بعض الدول الأوربية ، و هي اتفاقيات للنساء وفيها الكثير من المنافيات للشريعة الإسلامية و فيها أن لها الحرية في اسقاط جنينها المشوه ، فعلينا أن لا نعيش الإنحطاط و التسافل الديني و الأخلاقي تحت وهم التطوّر . في مسألة ابن السفاح - والعياذ بالله - ، فلو ارتكبت المرأة جريمة الزنا و حملت سفاحًا فتكون معرضًا لفخ الشيطان اما تبقي الجنين ويكون عارًا ، أو تسقط الجنين ، فهذه طبيعة الشيطان . من حق الجنين ولو كان سفاحًا أن يعيش و يولد و يكون انسانًا طبيعيًا الا ما استثني في الأحكام الشرعية من ارث وغيره . و ديته تسلّم الى الحاكم الشرعي . ، من سورة فاطر" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ " واقع الرذائل واقعٌ مر ، أبعد الله عن مجتمعنا هذه العادات مثل رمي الطفل في الشارع و لكن في بعض البلدان يكون ذلك حدثًا يوميًا .
ننتقل الى القسم القانوني في مملكة البحرين ، مرسوم بقانون رقم ( 6 ) لسنة 1971بشـأن مزاولة مهنة الطب البشري وطب الأسنان ، مادة –18– ، لا يحق لأي طبيب وصف أي دواء بقصد إجهاض امرأة حامل، كما لا يحق له إجراء عملية الإجهاض إلا إذا كانت هناك أسباب طبية تستوجب القيام بذلك. وفي هذه الحالة الأخيرة يجب أن تتم عملية الإجهاض فقط على يد أخصائي في أمراض الولادة والنساء وذلك بعد موافقة ثلاثة أطباء معترف بهم من قبل دائرة الصحة. واذا قامت المرأذ بذلك فهناك قانون العقوبات البحرينية ، و القانون يعاقب على ذلك : في مادة 321 تعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بالغرامة التي لا تتجاوز 50 دينارًا من تُجهض نفسها بغير مشورة طبيب و بمعرفته . ويُعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنوات من أجهض امرأة دون رضاها . ان وجود تلك القوانين الموجودة في الغرب التي تشرع للمرأة أن تسقط جنينها متى ما شاءت وبشكل قانوني ، يقلب المجتمع من مجتمع طاهر الى رذائل و يشجع على السفاح و الزنا و العياذ بالله . لذلك على مجتمعنا أن يكون واعيًا لذلك الأمر .
التعليقات (0)