أكمل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1442 هـ ، و التي تصادف ذكرى ضربة الإمام علي ( ع ) ، وتحت عنوان " علي إمام المسلمين " ، نبدأ بمقدمة ، قد يعتقد البعض أن علي ( ع ) هو إمام طائفة أو فرقة دون أخرى ، الا أن الحقيقة و الواقع الذي يتضمن الدليل معه ، أن الإمام علي امام المسلمين كافة ، اعترفوا بذلك أم لم يعترفوا ، و نحتاج أن نستنطق تلك الروايات ، والتي تحدث بها علماء المسلمين و كيف يرون امامة الإمام علي وتقلده هذا المنصب بعد الإمام علي ، و نستبق النتيجة أن الإمام علي امام المسلمين . فكيف نظر المسلمون الى موضوع الإمامة ؟ ، نجيب على ذلك في ثلاث نقاط
أولًا : في بيان معنى الإمام .
من سورة البقرة " ۞ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)" ، ابن كثير في تفسيره يقول إمامًا : أي امامًا يقتدى به ويحتذى حذوه ، أي أنه مرجعية شرعية فتقلد و يُعمل عملها ، الدر المنثور للسيوطي : أي جعلتك للناس قدوة يقتدى بدينك و هديك و سنتك ، أي منصب عظيم يمثل مثل المنصب الذي كان يتقلّده . الطريحي في مجمع البحرين يقول أي يجعلم امامًا فيتبعوك و يأخذوا منك و يطيعوك ، و هذا ما نريده من الإمام . هذا المنصب لا يرشحه الناس ولكنه من الله تعالى . وكلمة " إني " تعني أن الله جعل ذلك المنصب . فمنصب الإمامة منصب ربّاني .
ثانيًا : في وجوب أن يكون للنبي محمد ( ص ) إمامًا .
ذخائر العقبة للطبري ينقل رواية لبريدة الأسلمي و الذي أخرج له البخاري ومسلم ، " قال النبيّ ( ص ) : " لكلّ نبيّ وصيّ ووارث وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي " ، الرواية الأخرى ينقلها الترمذي و ينقلها أحمد بن حنبل عن أنس بن مالك قال " قلنا لسلمان: سل النبي صلّى اللّه عليه وآله من وصيّه؟ فقال له سلمان: يا رسول اللّه، من وصيّك؟ فقال: يا سلمان، من كان وصي موسى؟ فقال: يوشع به نون. قال: فإن وصيي ووارثي، يقضي ديني وينجز موعدي: علي بن أبي طالب " ، و يقل احمد بن حنبل " ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ " .
ثالثُا : ان وجب ذلك فمن هو الإمام ؟
هناك أدلة اضافية على أن الإمام علي كان جديرًا بذلك ، الرواية ينقلها ابن العساكر و مناقب الخوارزمي عن بريدة : " قول رسول الله (ص) : سلموا على علي بإمرة المؤمنين " ، الرواية الأخرى ينقلها الترمذي و الألباني : " مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ ، مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ ، مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ ، إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي " . بالإضافة الى العديد من الكرامات التي أجراها الله على النبي أو على الوصي ليدل على أن الشخص له صلة بالسماء ، ويجري الله على يديه تلك الكرامة أو المعجزة ، و أولها رد الشمس لعلي ( ع ) ، عشرة من الصحابة - ويكفي ثلاثة للتواتر - ، رووا حديث رد الشمس لعلي ( ع ) عندما كان النبي ( ص ) مغشيًا عليه ، هناك استثناءات و ميزات خاصة للإمام علي ( ع ) ، و من يريد الإستزادة يرجع للخصائص للزمخشري الذي يذكر ثمانية عشر خاصية تميز بها الإمام علي ( ع ) منها لم يسجد لصنم قط ، و منها أنه يعسوب الدين .
التعليقات (0)