شارك هذا الموضوع

السيد ميثم المحافظة ليلة السابع عشر من شهر رمضان لعام 1442 هـ

أكمل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة السابع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1442 هـ ، وتحت عنوان " المهدي ( عج ) و الأحاديث الأربعة " ، لا نفتقر الى أدلة وجود الإمام ( عج ) و غيبته و أمل العالم في ظهوره آخر الزمان ، ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا ، و انما نفتقد لأمر فني فقط ، و هذا ما يؤسف له ، أن تقوم الخصومات على مسألة الإمام رغم وجود الأدلة و كثرتها ، والأمر الفني هو جمع الروايات تحت عنوان واحد ، جمع من المسلمين فرقوا الروايات و فهموها بشكل مستقل عن بعضها البعض ، و أتباع مدرسة أهل البيت جمعوا هذه الروايات تحت موضوع واحد ، فتشكلت نتيجة واحدة وهي ضرورة وجود الإمام المنتظر ( عج ) ونحن بانتظاره حتى يظهر . البعض يريد فقط اثارة النعرات الطائفية ، ولعل أي أمر فيه اتفاق يقومون بتشويهه و تغيير معناه ، من أجل ألا نصل الى اتفاق . هناك احاديث أربعة و غيرها و لكن الأربعة تمثل عُمدة ما يرتكز عليه للوصول الى حقيقة الإمام (عج) و الإعتقاد بوجوده و يلزم أن يكون مولودًا و انتظار العالم له ، نعتمد فيها على كتب المسلمين ، و لكي يصدق المدعى نأتي بهذه الروايات وهي على محل اتفاق بين كافة المسلمين ، و لا نشكو أي فقرٍ في الروايات .

الرواية الأولى رواية الثقلين . صحيح مسلم ينقل عن زيد بن أرقم " تَركتُ فِيكم الثَّقلين، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترتي أهلَ بيتي ) و النص الذي ينقله الترمذي ومن صححه هو الألباني وهو الروائي و المحدث الأول الذي برع في الرواية في المدرسة السلفية الحديثة ، و يتخذون الألباني روائي محدث ، فحسن هذه الرواية وصححها . " إنِّي تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا بعدي - أحدُهما أعظمُ من الآخَر -:كتاب الله، حبْلٌ ممدودٌ من السَّماء إلى الأرض، وعِترتي أهل بيتي، ولن يتفرَّقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ، فانظروا كيف تَخلُفوني فيهما " . لكنهم اختلفوا في أهل البيت ، وأوردوا فيها من زوجات النبي وابن عباس و أبناء عقيل ، و نرد عليه في صحيح الترمذي و أحمد بن حنبل ينقل عن أم سلمة ينقل آية التطهير ، في مسند أحمد بن حنبل ، عن أم سلمة أن النبي ( ص ) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلَتْ بها عليه .فقال لها : " إدعي زوجك و ابنيك " .قالت : فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا فأنزل الله عَزَّ و جَلَّ هذه الآية : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ . قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال : " اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي و خاصتي فأًذهِب عنهم الرجسَ ، و طَهِّرهم تطهيراً ، اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهِب عنهم الرجسَ و طَهِّرهُم تطهيراً .قالت ( أم سلمة ) : فأدخلتُ رأسي البيت فقلت : و أنا معكم يا رسول الله ؟قال : " إنك إلى خير إنك إلى خير " . وهذا رفض أن زوجات النبي من أهل البيت ، حيث لم يقل لها النبي أنكِ معنا أقبلي ، بل أنت على خير . ولا زلنا على عهدنا مع أهل البيت و لم تخلو الأرض من دونهم ، و لا يمكن أن يكون القرآن موجودًا و اهل البيت غير موجودين . فالمشكلة فنية فقط .

الرواية الثانية هي رواية الأئمة الإثنا عشر ، الراوي : جابر بن سمرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم " سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الأسْلَمِيُّ يقولُ: لا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ يَكونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، كُلُّهُمْ مِن قُرَيْشٍ. " . فلا يمكن أن يكون الدين موجودًا دون وجود أحد الإثنا عشر ، الحديث الثالث : الحديث المشهور ينقله أحمد بن حنبل و مسلم و ابن حبان وابن يعلى الطبراني و مستدرك الحاكم و عشرات الكتب حتى ابن تيمية " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " . فالبعض يقول أن الإمامة موضوعة لخلافة النبي في حراسة هذا الدين ، فكيف يحرس الدين الخليفة و لربما كان فاسقًا ؟ فكيف نعدّه من الإثنا عشر . فالبعض قتل الحسن و الحسين و الأئمة و عدوهم من الأئمة الإثنا عشر ، لذا ينبغي أن نعرف أن الإمام يتموضع موضع النبي وبه ولاية على المسلمين ، و ليس المحور هو كونه خليفةً حاكمًا ، وكل الروايات متصلة بموضوع واحد ولا يفهم كلًامنهم على حدى ، فلذلك لا يوجد عندنا علامات استفهام في جميعهم .

الرواية الرابعة وهي مشهورة للغاية وينقلها الحاكم النيشابوري ، سنن ابن داوود ، و ابن ماجة ، و ابن تيمية و الطبراني . " لا تخلو الأرض من حجة " ، و قد ذكرها ابن حجر في كتابه فتح الباري في شرح البخاري ، بأن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي خلفه و يشرحها قائلًا " لو تقدم عيسى إماما لوقع في النفس إشكال ولقيل أتراه تقدم نائبا أو مبتدئا شرعا فصلى مأموما لئلا يتدنس بغبار الشبهة وجه قوله لا نبي بعدي وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أن الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة والله أعلم " . اذن لا يوجد خلاف ، المهدي من عترتي من ولد فاطمة ينقلها جمع كثير من كتب السنة ، فلن تستطيع أن تجمع بين الروايات ما لم تعترف أن الإمام الحجة هو الإمام المهدي المنتظر ، وستسقط في علامات استفهام كثيرة حين تجمع بين الروايات الأربع . فمسألة غيب الإمام ليست بالصعوبة التي يصعب تصديقها ، فهناك شعوب تعيش بيننا و لا نستطبع أن نراها مثل يأجوج ومأجوج ، و الخضر عليه السلام .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع